Saturday, November 26, 2011

يعلكم شقول

2 comments

"دعمتي الريّال .. ما تشوفين " قالتها وهي في حالة ذعر ويداها ترتجفان وأنا أطمئنها لم أصدمه وهو في حالة سليمة
لقد رأيتّه نهض وأكمل عبور الشارع إلى الرصيف الآخر ، لكنّها ظلّت خائفة وتهددّني " آخر مرّه أركب معاج آخر مرّه
" لم يغضبني كلامها بقدر ما أغضبني تصرف ذاك الأحمق الذي أوقعها في حالة رعب، لذلك عدتُ إليه وهي تطلبني ألّا أفعل تخشى أن يسبب لي المشاكل ، لا زال شك إصابتي له يخيفها.

عدتّ له و ناديتُه لتراه أمي وهو بكامل عافيته بل ومد يده أيضًا ينتظر مالًا فـ أسمعتُه كلامًا جعله يهرول بأقصى سرعة.

ما حدث هو وقوف هذا الأحمق عند مدخل الشارع ورآني وأنا أحاول الدخول لـ يفاجئني وهو يتظاهر بعبور الشارع (غير مخصص لعبور المشاة) لذا أدرتُ مقود القيادة يسارًا بسرعة عندها ألقى بنفسه على الباب الخلفي للسيارة محدثّا صوتًا أرعب أمي وكأنّني صدمتُه والحقيقة أنني انتبهتُ له وهو يفعل ذلك وفهمتُ مقصده في افتعال الحادث.
كان هذا أحد حمقى الطرق من يفتعلون الحوادث طلبًا للمال أو التعاطف أو أسباب أخرى
ولم ينتهي الأمر عنده بل تعدّى إلى آخر كان أكثر رعونة واستهتار :
في طريق توصيل خالتي للبيت ، حيث الشارع مزدحم وأنا على الحارة اليسار ، كان أحدهم
خلفي يرسل إشارات مستخدمًا الإضاءة الأمامية تارة وصوت المنبه (هرن السيارة) تارة أخرى ، وكأنّه لا يرى الشارع متوقفًا لربما يريدُ أن أتحرك بسرعة وأحلّق فوق السيارات فـ العبط هذه الأيام ظاهرة تستحق الدراسة.
بعد دقائق قليل تحرك جهة حارة الأمان وصار بجانبي ثم تقدّم يريد دخول حارة اليسار والوقوف أمامي ، وطلبت خالتي أن أتركه يفعل فلا حاجة لمساواة عقولنا به
وليتَ الأمر انتهى إلى هذا الحد ، بل كررّ الفعل نفسه مع الحارة الوسطى وجاورني يمينًا
لم يكن أكثر من شاب مهرج يتلذذ بمضايقتي .
عندما تحرّكت السيارات وجاوزنا سبب الازدحام ، زاد في مضايقته ، مرة على يميني وأخرى على يساري وما كان منّي إلًا زيادة السرعة لأتجاوز بلاهته ، لا أعرف ماذا فسّرها
لكنّه أسرع نحوي وأنا أخفف لدخول مدخل (فوق تحت) وأجبرني على الميلان
ولولا ستر الله لصعدتُ الرصيف، هنا غضبتُ جدًا لألاحقه ،ماذا أريد؟ وكيف؟ لا أدري
وعندما رآني أتعقبه مسرعة ، زاد سرعته محاولًا التهرب منّي ،" يبي يموتنا أييبه يعني أييبه" جملة علقتْ بلساني كلما توسلّت خالتي إلي في تركه وشأنه ، نعم أخذتُ رقم لوحة السيارة وسأشتكي عليه ولكن الخوف الذي أرسلّه إلى قلبي بغتة لابدّ من ردّه إليه.
اقتربتُ من سيارته وأنا آمره بالتوقف وهو بالفعل خائف (أعتقد لم
يتوقع ملاحقتي له ، بنت تلاحقه جديدة! ) ، و تركته فلم يكن أكثر من طائش أراد الاستعراض أمام أنثى !.


والأمر لا يقتصر عند حمقى الطرق ، ولكم في حمقى المواقف حكاية :
صادفني أحدهم كان قد أوقف سيارته خلف سيارتي مما جعلني أنتظر ساعة، وعندما عاد
لم يعتذر ولا أريد اعتذار ، ليبعد سيارته وأكون له من الشاكرين ، لكنّه استغلّ الموقف في الأخذ والعطا ، فأوهمته بالاتصال على أخي الذي دخل ليخبر الاستعلامات عن صاحب السيارة ، وقبل إنهاء الاتصال الوهمي ، كان قد "ذلف" .
ولا ننسى الحمقى الذين يركنون سياراتهم بطريقة خاطئة (مساحة سيارتين) و الذي يشغلون مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة وهم معافون ، وأكثرهم قهرًا البدائي الذي كتب رقم هاتفه وألصقه على زجاج السيارة ، وهذا كان التعامل معه بمستوى يليق ببدائيته ، إذ نشره أخي على جميع أصدقائه والهنود وأوصاهم بالاتصال عليه صباحًا ومساءً من كل مكان قبل النوم وبعد الأكل ، أعتقد أنّه كان من حجّاج هذا العام : ) .

لا أنتظرُ من الآخرين تصرفات ملائكية دائمة لا تليق ببشريتهم الخطّاءه، كل ما في الأمر هو إعطاء كل ذي حق حقّه، و الالتزام باللوائح والقوانين التي تضمن الأمن والسلامة للجميع،
و تقدير واحترام الآخر، رجل كان أو أنثى، وإن كان "العبط" أو "الحماقة" أو " سوء الخلق" صديق شخصك الودود فلا تجبرني على تحملّه ، حاول ممارستهم بعيدًا أو بالقرب من محيطك الغبي، المتمثل بأمثالك الحمقى.
- انتهى-

كل المواقف عادي ممكن تصير لكن الأخت في الدقيقة 3 ، عجيييبة :) : ) :



Sunday, November 20, 2011

كسرت قلبي

10 comments
"كسرت قلبي" يقصد بها ذاك التعدّي القاسي والموجع في أكثر المواقع شعوراً ، إمّا تعاطفًا ما أو صدمة عاطفية أو خلل جسدي لم تكفله حياتك ، ولها مسميات أخرى كـ " عوّرت قلبي " و " جرحتني " .

أعتقدُ أننّي استهلكتُ الجملة كثيراً هذا الأسبوع ، بدءًا بالحالة الصحية التي وصلت إليها والدة إحدى الصديقات وحزنها الشديد ، مرورًا بالتغير المفاجئ الذي طرأ على سلوكيات الآخرين واختلاف منطقهم وتفكيرهم وصولاً لأحداث مجلس الأمّة الأخيرة ويا قلب لا تحزن.





أفكّر أن أكسر ضلوع الحياة لأنّها "عورت قلبي" بـ أمور لا دخل لي فيها سواء انتمائي و علاقتي بهم ، أفكّر أن أعطّل حاسة السمع قليلًا أو أخطف يومًا ملونًا بما أحب لكنّني لا أستطيع ففرشاة الألوان ضائعة والألوان باهتة تصلح للحزن فقط.

لماذا المنغصّات في حياتنا خارجية ولا تعرف غيرنا وكلّما أزحنا العثرات عن طريقنا وجدنا جديدة تفرش الأرض وتنظر إلينا متحدّية؟ لا أشكك في قدرتي على تجاوزها أو تبادل الابتسامات مع طرق أخرى تحقق الفرح الوقتي ريثما أسترجع قوتي كاملة بل على العكس أشعر بأنّ الحزن صديقًا يحتاج إلى العون كي يموت والسبيل إلى ذلك في احتوائه والتعامل معه بصبر وأمل.

المهم عاجبتني ثقة الولد ، طلعنا ولا شيء جدّام ذكائك يا طويل العمر :


Saturday, November 05, 2011

تقبّل الله طاعتكم

10 comments
عساكم بخير وعافية جميعاً ..
غريب هذا العام إذ اتفق أغلب من أعرف على الذهاب إلى الحج حتى الأصدقاء على النت ،
من خلال زياراتي السريعة لمدوناتهم. لا يسعني إلاّ الدعاء لهم بحج مبرور وذنب مغفور .

احم احم كأنني ألمّح سأكون وحيدة في العيد، فمن لم يسافر لأداء مناسك الحج سافر لبلدان أخرى
مستغلين بذلك العطلة لتجديد نشاطهم، لهؤلاء فقط أقول: " تو ما نورت الديرة بغيابكم :P "

وتقبّل الله طاعتكم وعساكم من عوّاده.









لأنّها تتهمني بالاعتزال ، لكِ آخر ما كتبتْ ، و"كبرّي عقلكِ" :
لو أنّك مُبصرٌ كـ"يقين" لرأيتَ قلبي يرتشف قهوته الصباحية معكْ
من يهتمّ بالعيد وأنتَ في الغياب تؤدّي فريضة الحج أو تسترخي في دولة أخرى تطلب الراحة أو ربما في عملكَ لا تجرؤ على التفكير؟
لم يعد للانتظار حيلة معي، أراه يحزم حقائبه ليكون ظلًا لأمل جديد،
إنّه يودعني الآن هامسًا في إذني أنْ ابحثي عن العيد في ابتسامات الآخرين.

كافية، هذه القلوب كافية ، قلب أمّي وحده لا يمل الدردشة الوديّة واستقبال أكبر قدر من عناقاتي المتعبة، لقد ابتسمتُ لها بالأمس قبل أن أسقط في حضنها في لحظة قناعة إنّها الإنسان الوحيد القادر على إمدادي بالأمان بلا مقابل.

انظر العيد هنا بأمّي سعيد فـ كيف ببقية من أحبّهم؟ "لن أهدر شيئًا من حبّي معك " قلتّها لكَ وإن لم تسمعها في غيابكَ الأخير، العالم اليوم يسع
الجميع على الأرض وفي السماء وفي الأجهزة الذكية أيضاً، والاستغناء موجود بصيغ المتعدد ، موتًا إلى السماء ، وحذفًا في الأجهزة ، ولا بدّ من زر على الأرض بيد أننا نخاف الضغط عليه كي لا نخسر أكثر أو ربما لنمتع قلوبنا بآمال واهية ، وأنا أضغط عليه بلا خوف لأن الآمال أصبحت أشباحًا وأطياف تفتقر إلى خاصية اللمس الحقيقي.

هي لا تمنعني وأنتَ في البعيد تختلس بعضًا من عالمي، اقرأ كما شئت
ودوّن في عيونك لحظات الحنين التي تدوّنك أحيانًا في عيوني ، لا بأس من استرداد ذكريات جميلة للعظة أو العبرة أو تهوين الشوق ، ففي آخر الأمر ستلقى في الدرج السفلي من القلب حيث تكمن الأشياء القديمة المراد التخلص منها بعد حين.