Sunday, December 08, 2013

الطريق الطويل

6 comments


هو خطوات تشجعني على التحدث مع نفسي بأريحية وشجاعة وتجاهل انهمار اسمك 
فيها قدر المستطاع كي لا أتلعثم وأنطق عن الهوى.
قطعت مسافة جيدة وبقيتْ مسافة أخرى ساومتُ عليها أمام مقعد مشوه تحتضنه أشعة الشمس المائلة.
إذًا نحن الآن اثنان أنا والمقعد وثالثنا الصمت ورابعنا أنتٓ وخامسنا بحر لم يملكه أحد ومشوار من ذكرى لم يبدأ بعد.

اعتقدتُ بأن ذكرى عابرة عنك ستفي بالفرح وتجعلني أتفوق على عقلي مرحبة بطيفك ليجلس جانبي ويحدثني عن صدفة جمعتنا معًا في كتاب ما على صفحاته الأولى حيث يروي الكاتب معالم حضورنا معًا: " فرح ملون" و "معزوفة محبوبة" ، "سماء من حب تغطينا" وغيرها الكثير لكنني صدمتُ باستعجال القراءة إلى ذكرى أخرى مؤلمة كانت كافية كي أنفض عباءتي من غبار المقعد وأهرول على الطريق نفسه متوجهة نحو سيارتي.


ثمة قلوب خامدة لا تعرف موعد ثورتها
 تلك قلوب محطمة تئن وحدها
 كي لا تزعج العالم بوجعها.








Saturday, October 19, 2013

حقيقتي يوم الفراق





قررتُ الاستعجال بالكتابة لك قاصدة المضي في اتباع قلبي قبل أن يتريث ويغلق الباب على مشاعره متداولا إياها بين جدرانه فقط ، لاأذن تسمع ولا قلب آخر يشعر بها.
تذكرتُ قرارك بالابتعاد وكيف كنتَ متحمسًا حاملًا في يدك مفاتيح الفراق كرسالة كتبتها تبرر فيها كل ما حدث وما أنتَ مقدم عليه، تذكرتُ وجهي وهو يبتسم ويقرأ بصوت متعب ليناولك الرد بسرعة قبل مغادرتك .
أشكر الله على النضج الذي أوجدُه في أوردتي حين فراق أي شخص، فلا دمع ولا حزن يعتصر قلبي، نضج وإقتناع بأن الكل سيغادرون فجأة كيوم مرير يتسع لحزن العالم كله في صدري فأتجاوزه بابتسامة.
"إلي بعده"
أقولها كآخر لفظ يشمِّع اليوم السابق، ويفسح المجال لآخر يرتدي شيئا مني ومن المجهول، فمهما حسمتَ أمرك في قضاء يومك لا بد من مباغتة شيء ما نحوك.




Wednesday, October 16, 2013

نقول تغيرت





في مرحلة ما ، وقفتُ أتأمل خطواتي وما أنا عليه وإلى أين أكون إذا ما استمريت في ذات الطريق وذات الأسلوب
وكنتُ أركز على حالتي النفسية "هل أنا مرتاحة من الداخل وراضية ؟"
أدركتُ أنني في مأزق كبير في ما يتعلق بارتباطاتي بالآخرين وعلاقاتي المختلفة معهم، ووجدتُ نفسي غائبة في وجود مشاكلهم وحضوري المتكرر لأجلهم لا لأجلي، ربما استخدمت’ الإيثار بإفراط بشكل جعلني ضائعة وكل ما فيني يشير لهم وفي خدمتهم فقلبي مهتم بهم ودائم التحفيز لتلبية رغباتهم في أي وقت ، و عقلي ورشة عمل مستمرة لإيجاد حلول لمشاكلهم والتفكير بمستلزماتهم ومطالبهم أما حركتي اليومية ولو أخذنا العمل على سبيل المثال فهو منذ تواجدي فيه إلى نهاية الشهر حيث استلام الراتب مخصص لهم !


وماذا بعد؟ أين أنا؟

هنا وقفتْ ، وأعدت التفكير عبر طرح أسئلة وعلي الإجابة عليها بنعم أو لا :
هل أنا الوحيدة المقربة لهم؟
هل حياتهم مستحيلة من دوني؟
هل يوجد مردود منهم يرفع مستوى الراحة فيني؟
هل يجب علي فعل ذلك بهذه الصورة المفرطة؟
... الخ وغيرها من الأسئلة والتي أجمعت على الإجابة بالنفي ....لا

ولكن ماذا لو كانت الحقيقة هي ... نعم.. لا بديل لي في حياتهم ؟

لكي أثبت لنفسي .. قررتُ عمل اختبارات الغرض منها كشف الحقيقة أمامي وساعدتني فيها الظروف التي مررتُ بها كحادث السيارة المؤلم الذي تعرضت له مؤخرا ، فمثلا، كلما قصدني أحدهم بموضوع أو مسألة اعتذرت له بحجة عدم قدرتي على السير والحالة النفسية المتدنية التي أمر بها جراء الحادث ( وهذا صحيح) وكان كل منهم يجد بديلا لي وتستمر حياته طبيعية ، إضافة إلى اعتناقي الصمت الذي جعلهم نوعا ما ينفرون فلا يوجد من يود التحدث مع حائط بشري .!
وهكذا بدأتُ أنسحب من حياتهم تدريجيا ولا أشاركهم كما فعلتُ سابقا واكتفيتُ بأداء الواجبات وما تمليه علينا العلاقات الإنسانية كي تستمر بصورة صحيحة وسليمة لكلا الطرفين.


أنا الآن ، أشعر بفضاء شاسع داخلي لا يسبح فيه شيئ لا أريده أو متعلق بغيري ، وعقلي يجمع أفكاري منشغلا بأموري فقط اما قلبي فهو المكان الذي لم يتحسن بعد ، ربما يتطلب وقتًا وجهدًا ، وله ذلك ، فالتغيير الشامل يأتي متأخرًا لأنه متانيًا ومتقننًا.


ملاحظة: وحدهم أصدقاؤك الحقيقيون لا يستجيبون لأي تغير منك بالبعد واللجوء للحياة لاستبدالك بآخر بل العكس يستمرون بأسلوبهم معك بطريقة تخبرك أنك " لم تتغير" كالتي ترسل الآن رسائل واتساب بلا ملل ولا كلل " تدرين شسويت اليوم روميه؟ |

Monday, September 02, 2013

الفرح



الفرح مقسوم لمن أوجد في صدره آلية التغيير، وآمن بزوال الهموم
والأحزان لوجود رب كبير يجبر خواطرنا ويفتح أبواب حسبناها مغلقة للأبد.
الفرح آية عظيمة أنعم الله بها علينا في كل مكان، وطاقة متفجرة تطلق
أشعة إيجابية تخترق أجساد المتفائلين فقط والمؤمنين بقضاء الله وقدره وحكمته.
*
*
*
*

الفرح أنتَ عندما يغلق القلب حبه عليك قائلا هيت لك.





Thursday, August 29, 2013

جفاف القلب


بسبب جفاف القلب تتكدس المشاعر الرائعة في الخارج حيث تجري بها اللامبالاة نحو النسيان، فيتضايق الآخرين معتقدين بذلك أننا متكبرون ولا نكن لوجودهم أي شعور بالترحيب والمودة.
وبالتالي نقع في مأزق يؤدي إلى عدم الاستفادة من الحياة الجميلة المفعمة بهم ومشاعرهم الجميلة بلا ذنب منا. قد يقول أحدكم : لماذا تنصرفون بهذا الشكل عن الارتواء النابع من قلوب من يحبونكم ؟ ولماذا استسلمت للجفاف أصلًا ؟!
أقول: أحسنّ الظن بقلوبنا وسمحنا لها محاكاة الجميع بما تحبه وترضاه والنتيجة لم تكن مرضية، أشغلتنا عن حياتنا بهم و اجبرتنا على استغلال أوقاتنا لصالحهم لنقضي بعدئذ تجربة من الحرمان الذاتي ونتشتت في عوالمهم ونفقد هويتنا الشعورية ، وهذا جعلنا نبتعد علنا نجد أنفسنا منتهزين فرصة الغياب بحضور حياتنا كما ينبغي لها أن تكون.
أسمع صوت قريب يقول: لا وسط في أفعالكم ! إما الانجراف أو الانحراف !
أقول: لا يا عزيزي، اللون الرمادي يخبرك بامتزاج الأبيض والأسود أي الجيد والسيء ، المحبب والمكروه ، وما حصل لا أبيض ولا أسود بل هو بالأصل قلب الأمور من الخارج إلى الداخل او العكس فلا وجود للمبيت على عتبة الحياة ، إما أن تدخلها كما تريد أو تخرج عنها ،هذه من الأشياء الحياتية التي لا تحتمل التوسيط.





إضاءة:
الحب هو مناخ حميمي للقلب يفهم رغباته العاطفية ويظهرها بحوار عميق لشخص واحد.
.

Sunday, August 25, 2013

غيبوبة



كسل وإهمال شعور والإكتفاء بالكتابة الصامتة التي نكتبها في مخيلتنا الهائمة والمعتقة بالنسيان.
فشلت محاولتي في نفخ الروح في الكتابة، والتعبير عن ما يخالج صدري من أحاسيس ومشاعر
مؤلمة لا صوت لها غير الورق ولا منفذ لها غير القلم وكأنني ضائعة في ممرات الصمت حيث
لا باب مفتوح ولا فم قادر على الكلام.

ترى هل خضعت للصمت كـ فعل جاف يراد به غيبوبة دائمة؟


السلام عليكم يا وطني ...




Wednesday, June 19, 2013

الرسائل المفاجئة



ضوء:مشهد انتزاعي من قلبك مخيف
وربطي على سفينة الغياب أكثر رعبًا
وصدرك ينزف إلى اليوم حسرة وألمًا
ماذا لو ظهرتُ مجددًا وأغلقتُ
أبواب الحب علينا و داويتُ جرحك؟


الرسائل المفاجئة أو الغير متوقعة تجلب الدهشة إلى المرسل إليه بغض النظر عن محتواها وبعد التمعن في سطورها والتعرف على محتواها تتلاشى تدريجيًا الدهشة ليحل محلها ما يسمى " عيش اللحظة".

أجملها تلك المعطرة بأشواق خفية وحنين مبطن وكلماتٍ خفية تتسلل إلى القلب فنحن نقرأ بعقلنا وقلبنا معًا والأول يقرأ الكلمات الواضحة والثاني يلتمس ما بين السطور من حنين وشوق أو شيء آخر متصل بالحقيقة.

لذا، من ساء فهم سطوري يومًا حتمًا قرأ بعقله فقط وترك لقلبه مهمة الغياب ريثما ينتهي من القراءة.




Tuesday, June 11, 2013

ثقة مداري

2 comments


حاولتُ الاتزان في السماء بأجنحتي الصغيرة ورضيتُ بأن تدفعني أنفاسك للتحليق عاليًا ورفضتُ الجلوس على سحابة عابرة كي لا تخونني هشاشتها وأسقط ورغم هذا عند أول نوبة ضيق سحبت أنفاسك متخاذلًا مكسورًا وسط دهشتي ! وأسئلة تحفر أدواتها في رأسي:
لماذا انسحب؟
وكيف لم أرَ ضعفه الجسدي في المواجهة؟
ومن المسؤول عن تحطيم أجنحتي؟ أنا أم هو؟
وأين تشنق الأمنيات المعقودة بكَ ؟

كلها أسئلة أعرتها للامبالاة مؤخرًا لأن الإنسان الذي يحمل في صدره كتلة صدق ويسميها قلبه عليه الالتفاف نحو الأجمل والذي ينتظره ملايين البشر ونخص منهم المحطمين والمتألمين على الآخر




w

Monday, June 10, 2013

ملاذ حميد

من طرقوا باب قلبي جميعهم " جثث" الحياة،
أضناهم الفراق والخوف والانتظار ووجدوا في
الاقتراب منه ملاذ حميد فكان لهم الاقتراب دون
المساس بعذريته وسرعان ما احترقوا وماتوا في الذاكرة.

ان كنتَ تراني حبك وملاذك الوحيد ...
اتبعني واقبض على قلبي جيدًا 



وضمي إليك أكثر وأكثر




Saturday, June 08, 2013

تبلدنا وقعدنا




أيام محسومة سلفًا ، الصمت بجواري كلما عجزتُ عن فهم الآخرين ربطتُ فمي به
ثم وصل الأمر إلى قلبي فلا شوق يوقده ولا لهفة ربما حنين بائس من حين لآخر ينتهي
مع أول إدراك أنه مضعية للوقت.

تبلد هي طبقة اكتشفتُ أنها تحميني من أنفاسهم المريضة اذ تعزلني عن نقاشاتهم العقيمة وقراراتهم الحمقاء.... كما أنها تعزلني عن اقتراباته المتخفية بألف كلمة ووجه! وأيضًا تدربني على الصمت بصورة " عافج الخاطر يا دنيا"

المهم يا جماعة الخير...
بخاطري كلاااااااام وسواااااالف وموااااااقف وكلييييمات من النخبة بس ما أقدر أكتب شيء تدرون لييييش؟





لأني تبلللللدت.....
زين في البيت يسمعون صوتي وعاااااااادي يمر اليوم وأنا أطول جملة قايلتها : تصبحون على خير ......







وتصبحون على خير


Monday, April 22, 2013

رسائلك مقروووءة




رسائلك كلها مقروءة ، ومفهومة المضمون والطلب، فلماذا الاتهام والتذمر أمام الآخرين بتجاهلي لها؟
أو لا تعلم أنني أصمت ولا أرد على الرسائل التي سبق وقلتً كلمتي الأخيرة في محتواها الذي تكرره مرة تلو مرة؟
والله تعلم جيدًا أنني بعد أي حديث أقول فيه رأيي وهو رأي ساري المفعول في تطبيقه إذا ما تعلق الأمر بطلب يحتمل الرفض أو القبول ، أصمت وأدع لك فرصة احترام رأيي كما أحترم رأيك ، فلماذا تفرض رأيك عليّ
وهو رأي يحمل خروجًا عن المألوف في حياتي؟
نعم، أعتنق الصمت، وأنهي الحديث به، بل وأخلد للنوم أيضًا ولا أفكر فيه ، حتى ولو ألح صاحبه، وأعاده بطريقة أو بأخرى.
كف عن مصادقة" الإلحاح" و " الفرض" ، فهما لا ينفعان معي ولا أطيقُ معهما صبرا .

انتهى


Saturday, April 20, 2013

الفراق خرافة


المؤمن من آمن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر وقضاء الله وقدره ، وعرف أن 

الموت حق ، والغياب مسار من مسارات الحياة نحو الاختفاء وأصعبها الفراق .

لطالما أوهمتُ نفسي بـ خرافة الفراق ، وديمومة من أحبهم معي إلى أن تعرفتُ على الغياب وكيف كان يسحبني منهم أو يسحبهم من حياتي إلى ركن آخر على الكرة الأرضية وصولًا إلى اختفاء تام عن وجهها.

وكيف جاء الفراق "مؤلمًا" كمن ينزع طفلًا من حضن أمّه ، لتظل وحيدًا تسبح الله وتحمده في ضراء كـالفراق وتطلبُ السلوان منه ومسحًا رحيمًا على قلبك.


ما حصل معي مؤخرًا من حادث تصادم كان درسًا مؤلمًا وتجربة بسيطة لفراق أكبر قد يعانيه أهلي أو أعانيه أنا في أحد ما ( أسأل الله أن لا يصيب عزيز بمكروه) ، جعلني أحضنهم أكثر، أتفقد وجودهم يوميًا ، أحرص على عناقهم كل ما رأيتهم، إذ لم أخرج بعد من دائرة القلق والفراق.


خشيتُ أن يتكرر الموقف ولا أراهم ، فـ لربما الذي أنجاني هو دعاء أو عمل خير أو حبًا وبرًا بوالدتي ، ولا أضمن نجاتي ولو كنتُ على الفراش إذا جاء أمر الله.


أستذكر كلمات القوة والإيمان بالله، وأقرأ ما تيسر من الذكر الحكيم على قلبي وأستشهد بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ليطمئن قلبي، وأطرد الهواجس والأفكار المؤلمة كي أرسم اليوم بالرضا والقناعة والإيمان ثم الإيمان.


هي أيام وأسابيع وسأخرج من هذه التجربة بعد احتكاك مقدر بالمحيطين بي ، فلابد من عيش الحياة لأنها حياة والعودة مرة أخرى بتلوين ممراتها بالألوان التي أحبّها.



Sunday, March 17, 2013

من قصاصات المسك




القلوب لا تبدو
واضحة إلا إذا تكلمتْ.


من أطهر القبلات تلك
التي تطبع على جبهتي كـ سجدة.


لكل نص قارئ أو عابر خفي،
يبحث تواقا للشعور الذي يقصده


أصبح من الطبيعي اختفاء من تحبهم بلا إذن،وإن كنتُ منهم،
الحياة تغني وتفرح ثم تبكي وتوجع،
عليكَ تعلّم الغياب كي لا تدقق في سجلات الحضور كثيرًا



يكفيني رؤية نتوء صغير في قلبك كي أعرف
أنك ضربته بعنف،تظنه سيهدأ ويتوقف
عن الاشتياق لي.
لاتفعلها ثانية
اجعله يصرخ حتى يتعب ثم قل أنا لا أبالي.




Saturday, March 16, 2013

أسطر مبعثرة


نبحث في طرقات الحياة عن وجوه تشبه وجوهًا نحبها،
وجوهًا نحتت وجودها في الروح
وشاركت الأوردة والعروق
التدفق في خلايا الجسد


كاذب،
بصمتك
وحديثك
وفعلك
المتوهج باللامبالاة،
أنتَ مشتاقٌ لها،
أنتَ قلب من العشق خامد،
سيثور يوميًا وستدفع ثمن
كذبك حين تجدها بجوار رجل آخر

*

إخفاقك في نسيان من تحبه ليس بالأمر المشين .
واصل حياتك بذكرى منه وإمداد عاطفي من
قلب آخر. كن واقعيا جدًا
وارفع لافتة " مغلق" عن قلبك.


المشاريع الصغيرة التي تنوي إنجازها
في الأشهر القادمة جيدة وهادفة،
استمر ولا تقطع تذكرة
للخلف كي تقابلني، سألحق
بك فيما بعد لأهنئك وأسبقك :)


عندما ترى من يحبه قلبك يغلف حياتك بالطمأنينة
والود ويقيم احتفالات الفرح لأنك
معه اذًا أنتَ تعيش فردوس الحياة الدنيا

Sunday, March 03, 2013

movies: the mama, the words & over my dead body على جثتي





بعد انقطاع فترة عن مشاهدة الأفلام ، عدتُ الآن ومعي عدة أفلام مرشحة من صديقاتي وهم:
على جثتي لأحمد حلمي ، ذ ماما ، وذ ووردز .
شاهدتهم في الليالي السابقة على التوالي وللأسف كانت الأفلام ضعيفة لم تصل إلى القوة التي انتظرتها بعد مديح صديقاتي عنها !!
على جثتي :

قصة الفيلم خيالية وغير محببة ، فماذا يعني دوامة الشكوك والوهم والغيبوبة التي يقع فيها الإنسان فبينما جسده على السرير تصارع روحه الوهم والشكوك ويكتشف مؤخرًا أن الثقة والحب موجوده في قلوب من هم يحبوه؟
تعودتُ على أحمد حلمي الكوميدي، صاحب الإفيهات والمواقف المضحكة . ماذا أقول ربما أحببتموه ولكنني ضيعتُ وقتي بمشاهدته.

The mama
 

قالت فيلم رعب، ولن تنامي ليلة عرضه ، فازداد التشويق وازدادت حماستي في مشاهدته، ولكنني شعرتُ بالنعاس وأنا أشاهده ولم تشدني إلا المشاهد الأخيرة لحظة افتراق الفتاتين وبكيتٌ على ذلك.
القصة هي لفتاتين صغيرتين تحت 4 سنوات على ما أظن قامت روح من العالم الآخر بتربيتهن قرابة ال5 سنوات في الوقت الذي كان العم يبحث عنها وعندما يجدهم يبدأ الصراع والأحداث في التخلص من هذه الروح التي خرجت للواقع تبحث عن طفلها قبل أن تجد الفتاتين.
باختصار : عن حب الأم لطفلها الذي لا ينتهي وإن فارقت الحياة.
أهون من على جثتي ، ستحبوه ، هناك غموض وترقب وتسارع في دقات القلب..............

The words
 

قصة الفيلم جميلة لكاتب شاب لم تلق روايته أي قبول من دور النشر فوجد في حقيبة قديمة رواية مجهولة الكاتب، فنسبها لنفسه ونجح نجاحًا باهرًا، وفي هذه الأثناء ظهر الكاتب الحقيقي وهو رجل عجوز كتب الرواية من صميم وجعه وصدق ألمه في شبابه، وكأن الشاب سرق ماضي العجوز ووجدانه فالمسألة ليست مجرد كلمااات.!
بدت القصة رائعة والمشاهد التالية من أروعها:
- الصراع النفسي الذي عاشه الكاتب الشاب بعد قراءة رواية العجوز.
- المواجهة بينهما وطريقة تعريفه بأنه صاحب الرواية الحقيقي.
- محاولة الشاب استدراك الموقف والتنازل عن شهرة الرواية وقول الحقيقة وهذه حماقة أكبر من التي ارتكبها حسب رأي العجوز.
- مشهد كتابة الرواية : الكلمات الخارجة من القلب والمعبرة عن الحالة النفسية الأليمة التي يعيشها الكاتب وتفريغها على الورق تجعله يعيش الراحة ويتغلب على ظروفه دون أن يعلم لذا يكن لها كل احترام وتقدير ويقربها من قلبه ويفضلها على أقرب الناس إليه لأنها هي من وقفت بجانبه وأطاحت بثقل أنقض ظهره ...

وغير ذلك من مشاهد زيادة عدد و"تييب الحارج" ، وخصوصا بزيادة مشاهد القبلات "يا مال شقول" ! إضافة إلى الممثل دينيس كوايد، فليس من المعقول بعد متابعتنا للممثل برادلي كوبر، تنهون الفيلم مع دينيس كوايد و"ويهه كله جلد !"
لا ويبوس بعد ! الله يقرفك الله يقرفك !!
دينيس كوايد
برادلي كوبر
 
 
الحقيقة توقعت الفيلم بمستوى فيلم شون كنري 
finding forester
 
 
 ، ياااااااه ، كنتُ أطبق نصائحه ، وأكتب وأكتب ، " يقوم شون كنري في هذا الفيلم بدور كاتب شهير يعلم شاباً صغيراً حرفية الكتاية، وأول نصيحة كانت : اكتب بلا انقطاع!..لا يهم ما تكتب..المهم ان تتعود علي فعل الكتابة طوال الوقت." (مقتبس)
شاهدته على القناة الثانية منذ 7 سنين تقريبا ولا زال مطبوعًا في الذاكرة، سأبحث عنه في النت وبعد مشاهدته سأكتب لكم عنه.


دمتم لمن تحبوا ..
والله يقرفك يا دينس كوايد ويزيد ويهك جلود !





Saturday, March 02, 2013

لماذا لا أكتب عنك؟







أجد من السهل الكتابة عن أي شخص يلامس مشاعري أو يؤثر فيني من جهة أو بأخرى ، وإن كان عابر سبيل قابلته صدفة وصنع موقفًا أو نطق كلمات تعلق في الذاكرة ، وأجد نفسي أسرده كما رأيتّه بكامل أناقته على الورق.
إلا أنت، تخونني الكلمات فأكتب عن نفسي ، مشاعري ، حماقاتي و درجات البعد المتفاوتة بين القرب الشديد والبعد المميت، ولا أكتبكَ إلا ببسيط غموض أو أسطر محلقة في الخيال مستحوذة عليها حتى آخر سطر.
أتعرف لماذا؟
من وجهة نظري الشعورية، أنتَ قبضتَ على قلبي في لحظة غياب عن العقل، في تمام التعلق بعنقك كي لا أسقط في الحب غريبة، أعجبتني ، فنهضت العاشقات الخاملات في قلبي وتدافعن لحمايتك من الخروج من الباب الصغير الذي قررت الدخول فيه خلسة قبل أن يراك أحد أعوان العقل ويوقظه.
ثم استيقظتُ واستيقظ المارد في رأسي، وتحسس القلب فإذا بحركة مريبة ، وحشد العاشقات يضيعن نظراته بتثاؤب وملل يومي أي لا وجود للحب ، ليبتسم منتصرًا ويبدأ نشيد الروتين
وأذهب إلى العمل.
قلتُها سابقًا، " الهروب" و "الغياب" اثنان لا أفارقهما ، الهروب من القلب ، والغياب عن العقل،
لا توازن في حياتي إلا بهما إلى أن يشاء الله وينتصر أحدهما على الآخر ، لا تقل لي يمكننا الموازنة والاتفاق بينهما حقيقي ويحتاج بذل جهد طبيعي ، أبدًا يا عزيزي ، أنا لا أفرط فيك
ولا قدرة لي على ذلك لذا أنتَ في قلبي رجل لا شريك لك ، و مواجهة الظروف بكل تعقيداتها
تحتاج جبروت امرأة لا يمت لشخصي بصلة لذا أسير تحت طوع عقلي .
انظر ، حاولتُ تسليط الحب عليك ووجدتني أكتب عن نفسي ، أدور حول القلب دون الدخول إليه وإسقاط وصفك على الورق ، أنا لا أكتب عنك لا أكتب .....
ثم وإن جدفت بقاربك إلى ضفة أخرى، وتركتني على الصخرة وحيدة ، لا يعني نسيانك فاستحضارك بذكرى واجب، تجلس بجانبي ، نسترد قلوبنا التي تعطلت بالهروب، قبل أن أمرر يدي على مكانك وأستوعب أنّك لستَ هنا، ربما تجلس على صخرة ثانية وتفعل ما أفعل وتفكر كما أفكر ؛ تهرب ، تغيب، تعمل ، تضحك و تبكي ، ويظل اسمي مشعًا في الذاكرة ولسبب ما لا يمكنك العودة.
أتصدق ، فكرتُ في بناء قارب، وتعلم التجديف والإطاحة بالعقل ليلاً ، لأبحر نحوك ، وأتسلل عبر شرفتك، وأضرب صدرك ضربات محبة تستفهم سبب بعدك عني، ولكنني خشيت أمران:
الأول، وجود أخرى كانت أوفر حظًا مني ، وحياتها بسيطة أكثر.
الثاني، أن أجدك تنتظرني فتغلق شرفتك وتمنعني من الخروج " ثمة قلوب أوجعها البعد وعليها الشفاء" ، فأعيش في غياب كامل لا مجال للهروب في ظلّ حبك.
وكلاهما وارد ، وكلاهما قابل للتحقق ، فلا فائدة من مغادرة الصخرة والبقاء على الحال أفضل من المحال .

وأيضا لم أكتب عنك ، لم أكتــــــــــــــــــــــــب !!!!!!!!!
عليّ التوقف ........................... للهروب.




Wednesday, February 27, 2013

ورقة في حبك





اترك عطرك مستلقيًا على قميصي ...
وملمس كفيك قبعة على رأسي ...
وابتسامة ثغرك مقدمة يومي...
اطبع قبلة على قلبي كتلك المغموسة بالعودة سالمًا..
وترفق بالمسافة التي ستبعدني عنك نهارًا..
وحين تجلس على مقعد العمل ... وتخرج مفكرتك الصغيرة
اكتب اسمي أولًا ..دعه يطلق فراشات ملونة .. تزين سطورك الرسمية..
قابل من تقابل ...
وحاور من تحاور ...
و اسرف في العقل معهم كما تشاء..
وعد إلي في آخر النهار .. كـ آخر إضاءة أسعفك بها يومك..
ثم حدّثني عن تطورات الوقت وثقله الموجود في شخوص ثقيلة الفكر والدم..
محظوظ من قابلك.. من حاورك .. من دسّ فكاهة في صدرك وأضحكك ...

تسألني كيف كان نهارك؟
بعد وداعك بدقائق .. كان غياب ..أُمًا أضاعت طفلها على عجل.. قلق وارتباك..
كثيرًا من صفقت له مخاوف العناق الأخير .. لكنها تلاشت كسحابة صيف عابرة ..
فـ صوتك تغرد به عصافير البيت .. وأرجاء المكان تضجّ بك ...
شربتُ القهوة في فنجانك .. واستقبلتُ صباحات الآخرين بضوء مكسور
يلثم اللقاء كي يغادروا سريعًا.. هناك فضاء من حب لا أريدهم فيه.
علّمتُ النهار الأنانية ...حيث لا مكان لأحد سواك ..على الأقل ليوم واحد.

تشدني إليك بنظرات "ممنوع الكلام" ودقات أنثوية تعزف في خجل :
-ماذا بداخلك؟
ضجيج لن يخرسه غيركِ.




Monday, February 25, 2013

الأثنين- الانتقال





قررتُ اليوم عدم الخروج من المنزل ، والاسترخاء في غرفتي مع التشديد على الاستغناء عن القراءة أو الكتابة أو التفكير .

التركيز على الجمود، والخروج من مأزق ضغوطات والتزامات الحياة اليومية.

لا أستقبلُ أحدًا من أفراد أسرتي إلا عند الضرورة إضافة إلى إغلاق هاتفي والتمتع بالوحدة بإرادتي، لا شيء يتدخل في هدر وقتي غير الفراغ.

كل ما هو حولي مرتب ومنظم ونظيف، وطريقة جلوسي أيضًا وما أفعله هو التأمل في أظافر يدي وقدمي تارة أو العبث بشعري ومساج خفيف تارة أخرى ثم الاستلقاء على "الغنفة" وأمرر السبابة من أول منتصف الوجه إلى آخره كأنني قسمتُ وجهي إلى نصفين.

وضعتُ يدي على خدي لا أفكر بشيء ونظرتُ إلى علبة الماكياج وأدوات التجميل الجديدة التي لم أجربها ، لأجربها الآن ...
لحظة ، وضع الماكياج يعني تنظيف البشرة ثم ترطيبها وتكرار الأمر عند إزالة الماكياج، التجربة متعبة وخصوصا وأنا لا أضع الماكياج إلا في المناسبات أما العمل فلا يأخذ مني سوى كريم مرطب وواق من الشمس ومرطب شفاه وإذا أسرفت وضعت القليل من الكحل وهذا نادر، لا أعرف كيف يتحملن مستحضرات التجميل كل صباح!!
ماذا عن صبغ الأظافر ولونه الزهري الجميل ؟ امم بعد ٣ ساعات صلاة الظهر ولصحة الوضوء يجب إزالته وهناك ٥ صلوات في اليوم وهل سأقضي الوقت في صبغ الأطافر وإزالته، ما تسوى السالفة !

نظرتُ إلى وجهي بالمنظرة الصغيرة، أعتقد أن شفاهي تحتاج نفخ كشفاه مرزوقة الطقاقة " عليها براطم تقدر طق عليهم بدل الطار"
وتوريد خدود وابر نظارة وو ... أعوذ بالله من الرجيم و شياطين الانس والجن، مستحيل أواكب الأخريات في تغيير وجهي، لنجعل السنين تكمل دوراتها على وجهي، "خذي راحتج طال عمرج"


أرقص؟ بيونسيه موف يور بودي ؟ باك ستريت بويز لارجر ذان لايف أو ذ ون ؟ ويتني هيوستن فور ايفر؟ أم فيصل أو موضي الشمراني ؟ القصار أو باسم الردهان أو الفيلجاوي؟ الجسمي ، عبد المجيد ، وليد الشامي؟

لا، الرقص " وناسة" ولكن تعب وأنا قلتُ في بداية اعتكافي " استرخاء" وليس" طبي هلا حياج يا نور القمر".

قضيتُ نصف اليوم وأنا لا أفعل شيئا سوى الجلوس هادئة معطلة التفكير، إذا نطق الحائط خلفي نطقتُ أنا، ثم طرقت أختي الصغيرة الباب بحالة عاجلة، وعندما فتحتُ الباب ركضت مسرعة إلى سريري وقرارٍ منها بالجلوس معي وأنها لن تخرج مهما حصل.
ببساطة أغلقتُ الباب مع الموافقة فهي تأتي إلي بهذا الإصرار عندما يكثر حديث الكبار والنزاع الصبياني في البيت.
عدتُ إلى " الغنفة" صامته وهي واقفة أمام مكتبتي الصغيرة تنتقي كتابًا للقراءة " فهمتْ إن مالي مزاج أتحجى مع أحد" وأنا أنظر إليها تأخذ كتاب تقلب صفحاته قليلا وتعيده الى مكانه ، تبحث عن كتاب ما يسليها لا يشغل تفكيرها وفي النهاية استقر رأيها على كتاب " حكايتي مع القاهرة" للكاتب طارق العيدان ، تربعت" بجانبي على الغنفة تقلب مذكراته وتتفاعل معها، وأنا صامته أسمح باستفسارها عن أي نقطة في الكتاب.

وبعد الانتهاء من القراءة طلبت استعارة الكتاب ( الاستعارة عندها يعني لا تحلم تشوف الكتاب مرة ثانية) وافقت وأنا أصحبها إلى باب الغرفة اقترحت أن نذهب لشراء مستلزمات المدرسة فوافقت واقترحت أيضا العشاء في كنتاكي لقربه من المكتبة فوافقت واقترحت أخذ صديقتها لتشاركنا فوافقت وقبل الاقتراح التالي أمست خارج الغرفة لأغلق الباب " ما بقى غير نروح شارع الخليج نتمشى بعد ونلف الكويت .. صج بنات ما ينعطون ويه " !!! .

وبعد عودتي مع الآنسة الصغيرة التي انطلقت إلى أخواتي لتحكي لهن "غسيل الشراع" الذي ناله شاب في المطعم، ربما كتبتُ عنه فيما بعد، وأنا أكملتُ طريقي إلى غرفتي كي أتأكد من جاهزيتي لأعمال الغد.

***
آنستي الصغيرة .... يمكنني الغياب عن العالم أجمع وبلا استثناء إلا أنتِ يا بعد روح وقلب وعيون روميه.



الغياب 3



 


أمشي وأمشي .... فانزلقت قدمي بالخيبة لأقع فيمطر الغياب على وجهي بأوراق مذكراتك المبعثرة أمام كوخك القديم ، بدأتُ أقرأ وأقرأ وأنا أبتسم ومشاعري تجاهك تخرج من صدري كفرح مسجون استلم حريته وانطلق يبحث عن متفائل أفضل.
قرأتها كلها ويقيني بأبدية الغياب حقيقة فضحكت ضحكة أجبرت عيوني على البكاء لأتوقف فجأة وألملم أوراقك وأعلقها على الباب ... جرحت اصبعي وبدمه كتبتُ عليها : أنتَ رجل مطلوب للنسيان.

ما أخشاه هو أن يظهرك الغياب لينتهي
من عبثي في كينونته، وأنا التي أبلغت
النسيان أن يقبض عليك قبلي، أتوقع
الخيانة منهما لطالما أوهماني بقوتهما
وهما بالأخير يلعبان معي لعبة الحياة والموت.

سأكون الأذكى وأسلك طريق..... الهروب





Sunday, February 24, 2013

المشهد الرابع: الحنين





الحنين
المسافة المقطوعة بين الحضور والغياب،
 كأن تكون مستعدًا للحضور بعد غياب فقط
لأن الحنين قائم بأعمال قلب من يحبك.

في أيام سابقة، سيطر الحنين على شعوري، وأبلغني رسائل قصيرة بضرورة استيعاب أكبر كمية من الاطمئنان عليه وإن كان ببعض ذكريات أو كلمات قديمة، فلم أكترث مرتدية بدلة رسمية تحكي هيمنة العقل على الحياة ولا حاجة للشعور المستسلم للحنين.
إن ما يلزمني كي أعيش هو "نصًا واقعيًا خاليًا من الأخطاء العاطفية" وهذا لن يحدث عند الرضوخ للحنين أو الشوق.




Friday, February 22, 2013

الغياب 2





هذا الماكث شمالاً جهة الصدر ، مشدود النبض مؤخرًا ، حديثه لا يمكن أن يكون واقعًا، أحلامه تتسارع نحو الفشل، أمنياته معقودة في أغصان الخيال، فرحه ينضب بسهولة حين أذكره أننا في الغياب تائهين ، فخطوات النجاة لا أثر لها ، والوجه الشهير بالصدق أضاعنا في لحظة ما.
سمعنا صوت أغنية " حبك إنتَ غير حب ما له وصف ثاني" عانقنا الجانب الهارب في الغياب وركضنا بعيدًا عن الصوت ، فصدمنا " يا تعب أرتاح فيه يا لقا طمني خوفه وين ما رحت ألتقيه" فأسرعنا الهروب إلى إتجاه آخر ليطاردنا بـ " يا زمن ما له شبيه هو حياتي وكل سنيني كل ما فني يبيه"
استسلمنا للصوت إلى نهايته
 وكأنها قبلات تجتاحنا بلا حياء
لنهوي في المساء
كضياء القمر المنتشر في أرجاء الغياب.




Thursday, February 21, 2013

الغياب 1




الطارق المصقول بالغياب ثم الغياب ثم الغياب
أحن له بالصورة القديمة ذات الشعر المجعد والابتسامة الممتدة على خط النقاء ، والوقوف المفاجئ في مكان الوصول والالتقاط المصحوب بفرح صغير.
حنين له يجعلني أنفض الغبار عن ملابسي وأبتعد عن البحر فترة من الزمن كي أطل على مدينته من نافذة الغرباء فأطمئن أنه على ما يرام .
وأعوووووود با بحر أدلل أقدامي بأمواجك الهادئة وأستلقي على ترابك لأخبرك كم أنا متعبة من الغياب.



Saturday, February 16, 2013

في موت الثلاث




يموت المساء حين لا تخرج الحب
من قلبك على شكل كلمات .



ويموت الحب حين تقرأ
عليه "أنانية" الفراق

 
 
 
 

ويموت ضياء القمر حين لا تطل
من النافذة وتلوح له.



وفي موت الثلاث لا نلتقي ونبقى في الحياة بلا عمل مشترك ، ونحلم بأشياء متنوعة إلا أن نكون سويّا.

تصبح على ازدهار جديد مع الغياب.



Friday, February 15, 2013

المشهد الخامس: الغياب




ضوء خافت:
البكاء ردة فعل إيجابية لتفاعل نفسي يفرغ تفاصيل تملأ صدري، فلم القلق؟
ثمة رواسب حنين يخرجها البكاء فقط ....
ثمة صدق يفسره البكاء فقط...


إن كنت صادق الحب ..
اجعلني أختفي عن قلبي فجأة حيث
أكون خاوية إلا من قوت
زهيد يعينني على الحياة بدونك
 


أصرخ في وجه الغياب ألف مرة ربما يصلك صوتي يومًا فتنهض من غيابك وتعود وتشيد جسرًا جديدًا أعبر فوقه إليك.
أتعجب كيف التقينا على رصيف الفراق ونحن نحاول مفارقة وحدتنا ووحشتنا بهذا اللقاء، فامتعض الرصيف وألقانا في وجه الغياب وكأنك الحلم الذي آنس ليلتي ثم اختفى فور يقظتي، لأسير بأقدام عارية في ممرات الغياب الباردة أبحث عنك وأجدك في وجوه الرجال برهة لا تلبث أن تموت فتنافر الروح واضح معهم.

تحضنني يداي فأبتسم، وأطبق كفاي تحت رأسي وأنام فلطالما تخيلتهما مرايا تعكس بياض روحك ودفء طيبتك وطموحك الذي يعجبني وأنت تسعى إليه فابتسم وابتسم هناك في الحياة رجل يشبهني يا الله ... فأبكي لدخول تذكير غبي يخبرني أننا نسكن الغياب الآن.

أسحب يداي أكفكف بها دمعي وأحمد الله على كل الأحوال وأسرد جدول أعمال الغد على رأسي كي أشتت ذهني وأنام.





Thursday, February 14, 2013

الخميس- اختلاس همّة



قلتها لنفسي عندما حصلت زميلة كسولة غير متفانية في العمل على تقدير وشكر المسؤول وسط اندهاشي الذي تلاشى عند معرفتي بأنها قريبته وهو أمر غير مستغرب لدى بقية الزملاء.

غضبتُ قليلًا من باب نحن هنا والأفضل بشهادة الجميع ولكن تبدد شعوري بالظلم فمن يعمل مع الله لا شيء يضيع معه،

لماذا لا تشتكي لمن هو أكبر؟
لماذا لا تتظلمي؟
لماذا ولماذا مضاف إليها لو كنا مكانك لفعلنا كذا وكذا.....

لم أوضح لهم شيئا ولم أجب على استفساراتهم فخبرتي في الإدارات التي تنقلّتُ بينها علّمتني أن أكون صامتة لا أحتك بالآخرين ولا أفتح باب حياتي الخاصة أو حتى أتذمر أمام أحد، فمهما كانت القلوب طيبة لن تفضل الآخرين عليها، فمصلحتها فوق مصالحهم.

عدت إلى العمل وكأن شيئًا لم يكن رغم نظرات الغرور والأنا التي ترميها نحوي، وأنا ببرودة أعصاب أحمل الأوراق وأجهزها لأخذها للطباعة.

هناك في قسم الطباعة حيث البساطة وأشخاص أكبر همهم كيف يغطون على غياب بعضهم البعض، أجلس وأنتظر انتهاء طباعة الأوراق وأتأمل وجوهم فأنسى سخافة وتفاهة الوجوه السابقة في قسمي.

خلال عودتي إلى القسم،وبسهو مني تساقطت الأوراق ، لأسرع في تجميعها وأقبل رجل من بعيد مسرعا ليساعدني، وفي كل مرة أجمعها تسقط من يدي مرة أخرى وعرفتُ أنني متوترة ليطلب مني الجلوس وهو سيقوم بتجميعها وبالفعل جلست وبعد الانتهاء، وضعها على الكرسي المجاور وبعد شكري له قال " احمليها بعد هدوء أعصابك" ثم انصرف.

لم أنظر إليه فرأسي لم يرتفع عن المساحة التي تناثرت فيها الأوراق وأنا أجتهد في تفسير سبب ذبولي هذه اللحظات.

انتظرتُ على الكرسي وأنا أدعو الله أن يعينني على الذهاب إلى دورة المياه لأغسل وجهي ثمة دوار يصنع مضمارًا في رأسي لأفكار مشتتة ومختلفة.

ولم أستطع النهوض قرابة الربع ساعة، فحملتُ الأوراق ودخلتُ القسم أعطيتها لأحدهم وخرجتُ إلى مكان آخر بدواعي الاستفسار عن بعض الأمور.

لم يكن الموظف المسؤول الذي دخلتُ مكتبه لأول مرة موجودًا، فانتظرته إلى أن عاد معتذرًا عن غيابه( ليت نهايات الغياب في العالم كلها عودة واعتذار) ، استفسرت عن أشياء كثيرة أزالت شيئا من القلق لتنتهي المقابلة بقوله هل كان هذا ما يزعجك وأسقط الأوراق؟ لقد كان هو من ساعدني في الموقف السابق شكرته وعدتُ إلى مكتبي أنظر إلى الأجندة لأعرف ما العمل التالي.

ومن ثم دخلت المغرورة السابقة،والتي تشاركني المكان بل ومكتبها في الجهة المقابلة، وبدأت تتكلم مع زميلة لها يظهر عليها الرياء وأنا بين الحين والآخر أنظر إليها ثم أكمل عملي.
وعندما انتهت وغادرت زميلتها المكتب أخرجتُ الآيبود وألقيتُ السماعات على مكتبي ووضعت مياه معدنية على مكتبها قائلة:
عذرًا منكِ لقد ضاع حديثك هباء كنت أستمع لعالمي ... اشربي الماء لابد وأن الحنجرة جافة الآن.



Tuesday, February 12, 2013

شسوي؟ ما أقدر أسوي أكثر !


"Promise" painted by Steve Atkinson
 

حكاية الحنين تسرد نفسها دون إذن مسبق، فمهما أشغلت وقتي أجدها تروي الحنين في لحظة شرود أو تنهيدة راحة.
متمسكة بقوتي على تجاوز أصعب المشاعر تعلقًا بالآخر، وإن اضطررت إلى قطع أذن القلب ومنعه من الإصغاء ، والمشكلة هنا إذا كان القلب هو الراوي ، لا أملك قدرة إيقافه ، كل ما أفعل هو رفع مستوى صوت العقل وزيادة العمل، إما أن يملّ الحديث أو يتعب جسدي فنتعطل كلانا عن العمل.
تقدمت صديقة ، تقول أنّها فهمت جميع المعاني المخفية بين أسطر تدويناتي، وتستطيع المساعدة ، سألتها إن كانت متأكدة مما تقول فأجابت بالإيجاب.
ما حصل وخلال حوار دار بيننا كانت تدير فيه الدفة لتأخذني نحو بر الأمان
على حد قولها فإذا بي من أخذتها إلى بر أمان آخر !
نعم، ناقشتها لمدة ساعتين ، الربع الأول لي وهو بحقيقة الأمر وقت تمهيدي أستغله في البوح عني لأعرف المسافة التي يستطيع الطرف الثاني قطعها نحوي ولكن سرعان ما تتبادل الأدوار فيقلق على قلبه ـ وبالنهاية وصلتُ إلى ما هو مخبوء في قلبها لتضعف تدريجيًا..... فكيف تزعمين المساعدة وأنتِ من تحتاج المساعدة؟

أنا مؤمنة بصدق مشاعري كـ إيماني بضرورة أخذ كل شعور حقه في دورة الحياة.
الحب
الشوق
الحنين
وغيرها
مشاعر صادقة خنقها ضرب من التكرار فهي مرتبطة بالأشخاص والأشياء والأماكن ولا أعتقد نستطيع نحن البشر أن نقتل الأشخاص أو ندفن الأشياء أو نخفي الأماكن ، فقط لأنها تذكرنا وتوقظ الصادق فينا ...... فهمتِ؟
أتعامل مع مشاعري بأريحية ، أحب وأشتاق وأحن لمن أشاء حي ، ميت أو جامد
أجعلها تغزوني فأصد عنها إن كان في وجودها إخفاق لمسيرة حياتي ولكن لا أواجهها إلى أن تيأس أو تخف حدها، فمهما ارتفعت النيران ستصبح رمادًا في الآخر، ومهما أكلت وحرقت وشوهت، وأسكنت نتائجها صدري ، أبقى روميه روميه روميه .
ورحمتك يا رب .






Sunday, February 10, 2013

الحنين


 للقلب لسان ....
يغمرني بالمناداة باسمك
 

اخرجوني من الحنين بسلام



Saturday, February 09, 2013

كن صديقي - د.سعاد الصباح


كن صديقي
كم جميل لو بقينا أصدقاء
إن كل امرأة تحتاج أحيانا إلى
صديق
و كلام طيب تسمعه
و إلى خيمة دفء صنعت من كلمات
لا إلى عاصفة من قبلات
فلماذا يا صديقي ؟
لست تهتم بأشيائي الصغيرة
و لماذا .. لست تهتم بما يرضي النساء ؟

كن صديقي
إني أحتاج أحيانا لأن أمشي على
العشب معك
و أنا أحتاج أحيانا لأن أقرأ ديواناً من شعر معك
و أنا كامرأة يسعدني أن أسمعك
فلماذا أيها الشرقي تهتم بشكلي؟
و لماذا تبصر الكحل بعيني
و لا تبصر عقلي؟
إني أحتاج كالأرض إلى ماء الحوار
فلماذا لا ترى في معصمي إلا السوار ؟
و لماذا فيك شيء من بقايا شهريار

كن صديقي
ليس في الأمر انتقاص للرجولة
غير أن الرجل الشرقي لا يرضى بدور
غير أدوار البطولة
فلماذا تخلط الأشياء و ما أنت
العشيق؟
إن كل أمراة في الأرض تحتاج إلى
صوت ذكي.. وعميق
و إلى النوم على صدر بيانو أو كتاب
فلماذا تهمل البعد الثقافي
و تعنى بتفاصيل الثياب؟

كن صديقي
انا لا أطلب أن تعشقني العشق الكبير
(لا أطلب أن تبتاع لي يختاً و تهديني قصورا وتمطرني عطراً
فرنسياً)*
و تعطيني مفاتيح القمر
هذه الأشياء لا تسعدني
فاهتماماتي صغيرة .. و هواياتي صغيرة
و طموحاتي هو أن أمشي ساعات و ساعات معك
تحت موسيقى المطر
و طموحي هو أن أسمع في الهاتف صوتك
عندما يسكنني الحزن ويضنيني الضجر.
كن صديقي
فأنا محتاجة جدا لميناء سلام
و أنا متعبة من قصص العشق
و الغرام
و أنا متعبة من ذلك العصر الذي
يعتبر المرأة تمثال رخام
فتكلم حين تلقاني
لماذا الرجل الشرقي ينسى
حين يلقى امرأة نصف الكلام؟
و لماذا لا يرى فيها سوى قطعة حلوى
و زغاليل حمام
و لماذا يقطف التفاح من أشجارها
ثم ينام؟




Friday, February 08, 2013

أفنان - يوم الجمعة



يوم الجمعة هو يوم مخصص لي ، أتفقد أغراضي وأسجل حاجاتي الناقصة من السوق أو الجمعية أو أي شيء آخر ينقصني إضافة إلى التنظيف الشامل للغرفة وغسيل الملابس وكيها ثم ترتيبها في الخزانة ( لا أسمح للخادمة بدخول الغرفة أو الاقتراب من حاجاتي الخاصة) وذلك كله كي لا أتعطل خلال الأسبوع القادم وأتفرغ فقط للعمل والأنشطة الأخرى.
وأنا في الجمعية تحديدا في قسم التجميل، اقتربت مني سيدة يبدو أنها في أواخر الثلاثينات ذات وجه متعب ومرهق ودار بيننا الحوار التالي:
روميه ؟
نعم أختي ، آمري
ألم تعرفيني؟
حاولتُ استرجاع شيء في الذاكرة عنها فلم تسعفني ملامحها : أبدًا، لم أذكر هذه الملامح الطيبة.
لم تتغيري ، بلباقتك وكلامك الطيب ، وأيضا شكلك لم يتغير منذ 12 سنة ، أنا أفنان صديقتك في الثانوية.

فاصل ...

 
ويكيديا : أفنان:
طالبة فاشلة دراسيًا و مبالغة في الاهتمام بشكلها وقوامها إضافة أنها حالمة جدًا، تقرأ لنزار قباني وتقع في حب كلماته وهي ترى الرجال كلهم نزار لذا استقرت في ذهنها فكرة الزواج مبكرًا حيث الغزل والعذوبة والرومانسية المفرطة في حياتها
كنا نجلس في الفرصة المدرسية وأنا منهمكة في التحضير لمادة ما إضافة إلى تناول طعام خفيف وهي تضم يداها إلى صدرها و تحدثني عن الحب العفيف والفارس الذي سينقلها بمواصفات فاتنة ودقيقة : حنطاوي طويل رومانسي ..الخ
ثم تغرق في قصيدة حفظتها عن قلب لنزار لأقاطعها دائما بجملة :" الحين لو حافظه قصيدة العربي مو أحسن من هالحجي الماصخ! ) فأقرر الذهاب إلى الفصل وهي تتبعني وتكمل حديثها وأحلامها الوردية .
أفنان جميلة ، تأتيها رسائل إعجاب من البنات مع باقات ورد ويطلبن استشاراتها أيضا في ما يخص البشرة ومستحضرات التجميل وغيرها ....
أفنان طيبة وقلبها أبيض، ولا تجد الحماية والإصغاء دون سخرية جارحة إلا معي فالغيورات منها يتلذذن في مضايقتها، وبحكم كوني الطالبة المحبوبة للإدارة وبين المدرسات لا يستطعن السخرية أو مضايقتها وهي معي ،
وأنا أحبها ولكن لا أحب حديثها لذا و ببساطة وتحديدًا في فترات الاختبارات أفعّل خاصية ( الإذن الصمخة) فهي تتحدث وأنا غارقة في المراجعة للاختبار.
وفي يوم زفت إلي خبر خطبتها وأنها ستتزوج بعد الثانوية العامة مباشرة ولولا إصرار والدتها على إكمال الدراسة الثانوية لتزوجت منذ المرحلة المتوسطة !!!
تزوجت أفنان وانقطعت أخبارها وبعبارة أدق ، انتقلنا إلى بيت آخر، وضاعت مفكرة الأرقام المنزلية لصديقاتي ،
واعتمدت على الصدفة في اللقاء بهن.


عدنا

أفنااااااان ، يا حالمة يا جميلة ، لم أعرفك ، لقد تغيرتِ كثيرًا، اعتقدت أنّك في أواخر الثلاثينات ..أين قوامك الممشوق أين وجه اللؤلؤ المتألق أين ..
أفنان لا يهم كل هذا ... كيف حالك؟

ابتسمت بحزن وقالت:
روميه، لو سمح الله لنا العودة إلى الوراء لما تزوجت أو حلمت لبقيت معكِ أنافسكِ في العلم..
أفنان ماذا بكِ؟
الزواج ليس كما تصورت والزوج ليس كما حلمتُ بل هو صورة مختلفة تماما ، زوجي يكره الشعر لا يعرف الغزل يطلبني للنوم والأكل وتربية الأطفال فقط ، لا شي من الحلم الوردي طرز حياتي معه ، لا كلمة من كلمات نزار غرست ورودا من العشق بيننا ، لا شيء روميه ، نسيتُني في الطاعة له وتنفيذ أوامره وبخشونة معاملته وتربية بناته5 ، وجدتني أذبل يومًا بعد يوم ، لا هدايا لا مفاجآت لا كلمات تداعب قلبي ، روميه ماتت أحلامي مبكرًا وأجهضت مشاعري مباشرة بعد زواجي ، انظري في كل مرة أدخل قسم التجميل لا أشتري شيئا ، أدخله لأقنع نفسي أنني أنثى أو ربما لأتذكر كم كنتُ في وقت مضى من زبائنه ..... هو لا يهتم ، حاولتُ شراء عطر جديد ومستحضرات تجميل لأحفز قلبه على الإطراء ولو بكلمة واحدة كـ أنتِ جميلة أو مبهرة وعلى العكس نصحني بعدم إسراف المال بمثل هذه التفاهات.
أرأيتِ كم أنا أنانية معكِ الصفة الوحيدة التي لم تتغير لطالما كنتُ أتحدث عن نفسي وأنتِ منصته أخبريني عنكِ؟
أولاً أعترف أنني سابقا لم أنصت لأحلامك لكنني اليوم أنصتُ بكل جوارحي لكِ
ثانيًا أنا تغيرت على عكس ما قلته في البداية ، لقد تغير هذا ( أشير إلى رأسي) وهذا ( قلبي) وهذا ( صدري)
غير مهم الحديث عن حياتي ....عليكِ الاهتمام بنفسك لأجلكِ أنتِ ولو ليوم واحد .. أخرجي جميلة إلى حياتكِ كما تريدين لا كما يريد هو ... تعالي ....

أخذتها من يدها وذهبتُ إلى خبيرة التجميل وطلبتُ أن تظهر خبرتها التجميلية على وجه أفنان مع توفير جميع مستحضرات العناية بالبشرة ....كانت أفنان مستسلمة لي ... تنظر إلي بنظرات لن أنساها أبدًا وأنا أبتسم لها قائلة:
أفنان والله للحين حلوة ... : )







شيئُا ما جعله فراقًا



حينما عدتُ إلى البحر عرفتُ أنني سأفارق أحدًا ، لم يخبرني الموج عن اسمه ولم أطرح وجوهًا للاختيار ، تركتُ الأسماء كلها في علم الغيب ، وتوقفتُ أكتبُ الانتظار بحبات الرمل، أغلقتُ مسارات الآخرين بعنف ،أريد الخلوة مع المسار الذي ظننته على مقربة منّي، ولم أعرف أنّه الفراق الذي لم يقنعه الزمن بالابتعاد عنّي، عانقني وخطفه من قلبي، والتهم أغلب الأحلام الجميلة والكلمات الرائعة، ثم تراجع إلى الخلف ليودعني موعدًا مؤجلًا وأودعه حقيقة تستيقظ حين حب.


Thursday, February 07, 2013

السقوط الحر

كنت قد حلمت أنني متعلقة برقبة رجل لا أثبّت ملامحه
لتشبثي الشديد به خشية الوقوع في الهوة التي
كان يصرخ صداها تحت أقدامي. وفي كل مرة تنزلق
ذراعي؛ أصرخ : ساعدني !!الأجنحة لا تنبت على
ظهري ، لا تسلّمني للغياب والمجهول. فيرفعني
إليه على أن أمطر أذنه اليسرى بكلمات يحبها.

وفي كل مرة يتكرر فيها الموقف، أشعر بالاستهلاك الشعوري
التام فلماذا يقايضني؟ ولماذا يستنزف شعوري؟
ثم بقائي على هذا التعب طويلا أمرًا يستحق قرار " السقوط الحر".

همستُ في أذنه : " بربك لو أموتُ ما أنت بفاعل؟"
ثم رميتُ نفسي إلى الخلف لأهوي سريعًا مغمضة 
العينين، أرفرف بذراعي بهدف الاحساس بالحرية لا
مقاومة الموت. وما هي إلا لحظات حتى وقعتُ في بحر
لا أجيد السباحة فيه، متخبطة يداي تبحث عن شي تتشبث به،
إلى أن عانقت شيئا متحركًا فمهما كان هذا الشيء سمكة
مفترسة أو غيرها فهو لا يهاجمني بل يحملني على ظهره إلى بر الأمان البعيد.

بعد أن هدأت أنفاسي واستكانت جوارحي ، قلتُ بصوت عال: أنا
حره واسترسلتُ كلمات حب رائعة تعبر عن امتناني للشيء
الذي يحملني، وما أن انتهيت حتى قال: كلمات جديد لم أسمعها منك في الأعلى وأريد المزيد!!

Wednesday, January 30, 2013

الأربعاء -وجوه الصباح

1 comments
 

حدث أن تدخل الروتين في حياتنا لدرجة إلقاء التحية الصباحية على الوجوه ذاتها كل صباح، بدءًا من البيت وصولًا إلى جهة العمل حيث الزملاء والزميلات، بملامحهم المرهقة أو المستفزة.

لذلك قاطعتُ الروتين وقررت إعفائه من المهمة الصباحية على الأقل فيما يتعلق بإلقاء التحية الصباحية، لذا تعمدتُ فور الاستيقاظ الصباح على وطني ثم إحداث بعض التغيير في مساري إلى العمل حيث توقفتُ عند محطة البنزين وعملية النصب المتكررة (بمزاجي ها ، أطلب منه على سبيل المثال التعبئة بـ 3 دنانير وهو يملأ خزان الوقود بـ 2 و 750 فلس والربع الباقي جيبه ، يستغفلني الهندي) ثم مطعم المأكولات الخفيفة واشتريت بعض الشطائر ووزعتها على عمّال النظافة، ومع دخولي جهة العمل ، غيّرت طريقي إلى المكتب، لأصبّح على أشكال جديدة وابتسامات لطيفة.
 
في المكتب، اتصلتُ على صديقات من قديم الزمان أدخلن السرور إلى قلبي، وهكذا أكون مستعدة لاستقبال الروتين المتمثل في العمل والوجوه المملة من حولي.

المهم يا جماعة ...
 
هناك أشخاص أصحاب وجوه بريئة وطيبة، يجبرونك على الالتفات لهم لسمة تميزهم عن غيرهم.
 لولا الشيب الكثيف في الرأس لقلت العمر لا يتجاوز 25 ! ، تبارك الرحمن
صفاء ، نقاء و هدوء أغبطه عليه ، رأيته في المطعم، يضع يديه في جيوبه ينتظر إنهاء طلبه، أراقبُ ملامحه وأنا في السيارة ، سلامه على عمال النظافة ، الابتسامة التي يتصدق بها على العاملين في المطعم ، ولأنني أحب الخطوات القريبة ، نزلتُ من السيارة لأتأكد من نظافة المطعم بنفسي ( مو مصدقين أدري : ) ) ، وسألتُ الطبّاخ عن محطة بنزين قريبة من هنا) فقال لا أعلم ............. فسأل الرجل : بو جاسم ، تعرف محطة بنزين قريبة؟ ........ الإجابة غير مهمة ، صوته أهم ، نبرات هادئة ، إجابة غير مفيدة لي ، نظرات مسروقة بيني وبينه ، ينظر إلي ألوذ بنظري عنه ، أنظر إليه يفعل الأمر ذاته ،
 
أخذت الطلب وقدمته لعمال النظافة أمام المحل وذهبتُ إلى السيارة مصطحبة معي صورته في مخيلتي كي أضمها لقائمة الأشخاص الأكثر جاذبية في وطني.

Wednesday, January 16, 2013

كيف ستفهمين


كيف ستفهمين لو قال أحدهم:

أن ثمة ارتباط روحيا جنونيا يربطه بك، وأن بقاؤه إلى جانبك هو الشيء الوحيد الذي يبقيه حيا؟

إن أتيتَ  إلى جواب عام :

سأتفهمه تمامَا ولا أقف حاجزَا في ديمومته ولكن عليه أن يتعلم في هذا الوقت طريقة الخلاص فلا شيء يستحق إعاقة حياته  ولو كنتُ أنا ، ثم لن يولد الارتباط الروحي من طرف واحد :فغالبا  ما يكون نسيج الارتباط فيه من الآخر أيضا.  انتهى.

وبعدها كان هناك جواب آخر، أخص إجابته إلى الشخص المعني بالسؤال:

حينها يا عزيزي، علي أن أقبِّل كل خلايا الروح التي شكلت هذا التدافع الجميل نحوي، وعلي أيضا التواصل بكل وسائل الحب الممكنة لأحافظ على هذه الروح الحيّة ، مشرقة ومنطلقة في عالم العشق بجنون كان أو بتعقل، وإن كان الجنون ضرب من ثبات في هذه الحالة.

عليكَ الدخول من باب صغير مخفي عن عيون الآخرين، باب له ربكة خاصة إذا ما مررت بجانبه أو همست له بكلمات ملحة أن أدخلني قلبها أريد حبها لي وحدي، سيتحطم ، وتصطف كلماتك بدلا عنه، فـ يراها البعيد شرفة خاصة يصعب الاقتراب منها.  انتهى .


روميه