Wednesday, February 27, 2013

ورقة في حبك





اترك عطرك مستلقيًا على قميصي ...
وملمس كفيك قبعة على رأسي ...
وابتسامة ثغرك مقدمة يومي...
اطبع قبلة على قلبي كتلك المغموسة بالعودة سالمًا..
وترفق بالمسافة التي ستبعدني عنك نهارًا..
وحين تجلس على مقعد العمل ... وتخرج مفكرتك الصغيرة
اكتب اسمي أولًا ..دعه يطلق فراشات ملونة .. تزين سطورك الرسمية..
قابل من تقابل ...
وحاور من تحاور ...
و اسرف في العقل معهم كما تشاء..
وعد إلي في آخر النهار .. كـ آخر إضاءة أسعفك بها يومك..
ثم حدّثني عن تطورات الوقت وثقله الموجود في شخوص ثقيلة الفكر والدم..
محظوظ من قابلك.. من حاورك .. من دسّ فكاهة في صدرك وأضحكك ...

تسألني كيف كان نهارك؟
بعد وداعك بدقائق .. كان غياب ..أُمًا أضاعت طفلها على عجل.. قلق وارتباك..
كثيرًا من صفقت له مخاوف العناق الأخير .. لكنها تلاشت كسحابة صيف عابرة ..
فـ صوتك تغرد به عصافير البيت .. وأرجاء المكان تضجّ بك ...
شربتُ القهوة في فنجانك .. واستقبلتُ صباحات الآخرين بضوء مكسور
يلثم اللقاء كي يغادروا سريعًا.. هناك فضاء من حب لا أريدهم فيه.
علّمتُ النهار الأنانية ...حيث لا مكان لأحد سواك ..على الأقل ليوم واحد.

تشدني إليك بنظرات "ممنوع الكلام" ودقات أنثوية تعزف في خجل :
-ماذا بداخلك؟
ضجيج لن يخرسه غيركِ.




Monday, February 25, 2013

الأثنين- الانتقال





قررتُ اليوم عدم الخروج من المنزل ، والاسترخاء في غرفتي مع التشديد على الاستغناء عن القراءة أو الكتابة أو التفكير .

التركيز على الجمود، والخروج من مأزق ضغوطات والتزامات الحياة اليومية.

لا أستقبلُ أحدًا من أفراد أسرتي إلا عند الضرورة إضافة إلى إغلاق هاتفي والتمتع بالوحدة بإرادتي، لا شيء يتدخل في هدر وقتي غير الفراغ.

كل ما هو حولي مرتب ومنظم ونظيف، وطريقة جلوسي أيضًا وما أفعله هو التأمل في أظافر يدي وقدمي تارة أو العبث بشعري ومساج خفيف تارة أخرى ثم الاستلقاء على "الغنفة" وأمرر السبابة من أول منتصف الوجه إلى آخره كأنني قسمتُ وجهي إلى نصفين.

وضعتُ يدي على خدي لا أفكر بشيء ونظرتُ إلى علبة الماكياج وأدوات التجميل الجديدة التي لم أجربها ، لأجربها الآن ...
لحظة ، وضع الماكياج يعني تنظيف البشرة ثم ترطيبها وتكرار الأمر عند إزالة الماكياج، التجربة متعبة وخصوصا وأنا لا أضع الماكياج إلا في المناسبات أما العمل فلا يأخذ مني سوى كريم مرطب وواق من الشمس ومرطب شفاه وإذا أسرفت وضعت القليل من الكحل وهذا نادر، لا أعرف كيف يتحملن مستحضرات التجميل كل صباح!!
ماذا عن صبغ الأظافر ولونه الزهري الجميل ؟ امم بعد ٣ ساعات صلاة الظهر ولصحة الوضوء يجب إزالته وهناك ٥ صلوات في اليوم وهل سأقضي الوقت في صبغ الأطافر وإزالته، ما تسوى السالفة !

نظرتُ إلى وجهي بالمنظرة الصغيرة، أعتقد أن شفاهي تحتاج نفخ كشفاه مرزوقة الطقاقة " عليها براطم تقدر طق عليهم بدل الطار"
وتوريد خدود وابر نظارة وو ... أعوذ بالله من الرجيم و شياطين الانس والجن، مستحيل أواكب الأخريات في تغيير وجهي، لنجعل السنين تكمل دوراتها على وجهي، "خذي راحتج طال عمرج"


أرقص؟ بيونسيه موف يور بودي ؟ باك ستريت بويز لارجر ذان لايف أو ذ ون ؟ ويتني هيوستن فور ايفر؟ أم فيصل أو موضي الشمراني ؟ القصار أو باسم الردهان أو الفيلجاوي؟ الجسمي ، عبد المجيد ، وليد الشامي؟

لا، الرقص " وناسة" ولكن تعب وأنا قلتُ في بداية اعتكافي " استرخاء" وليس" طبي هلا حياج يا نور القمر".

قضيتُ نصف اليوم وأنا لا أفعل شيئا سوى الجلوس هادئة معطلة التفكير، إذا نطق الحائط خلفي نطقتُ أنا، ثم طرقت أختي الصغيرة الباب بحالة عاجلة، وعندما فتحتُ الباب ركضت مسرعة إلى سريري وقرارٍ منها بالجلوس معي وأنها لن تخرج مهما حصل.
ببساطة أغلقتُ الباب مع الموافقة فهي تأتي إلي بهذا الإصرار عندما يكثر حديث الكبار والنزاع الصبياني في البيت.
عدتُ إلى " الغنفة" صامته وهي واقفة أمام مكتبتي الصغيرة تنتقي كتابًا للقراءة " فهمتْ إن مالي مزاج أتحجى مع أحد" وأنا أنظر إليها تأخذ كتاب تقلب صفحاته قليلا وتعيده الى مكانه ، تبحث عن كتاب ما يسليها لا يشغل تفكيرها وفي النهاية استقر رأيها على كتاب " حكايتي مع القاهرة" للكاتب طارق العيدان ، تربعت" بجانبي على الغنفة تقلب مذكراته وتتفاعل معها، وأنا صامته أسمح باستفسارها عن أي نقطة في الكتاب.

وبعد الانتهاء من القراءة طلبت استعارة الكتاب ( الاستعارة عندها يعني لا تحلم تشوف الكتاب مرة ثانية) وافقت وأنا أصحبها إلى باب الغرفة اقترحت أن نذهب لشراء مستلزمات المدرسة فوافقت واقترحت أيضا العشاء في كنتاكي لقربه من المكتبة فوافقت واقترحت أخذ صديقتها لتشاركنا فوافقت وقبل الاقتراح التالي أمست خارج الغرفة لأغلق الباب " ما بقى غير نروح شارع الخليج نتمشى بعد ونلف الكويت .. صج بنات ما ينعطون ويه " !!! .

وبعد عودتي مع الآنسة الصغيرة التي انطلقت إلى أخواتي لتحكي لهن "غسيل الشراع" الذي ناله شاب في المطعم، ربما كتبتُ عنه فيما بعد، وأنا أكملتُ طريقي إلى غرفتي كي أتأكد من جاهزيتي لأعمال الغد.

***
آنستي الصغيرة .... يمكنني الغياب عن العالم أجمع وبلا استثناء إلا أنتِ يا بعد روح وقلب وعيون روميه.



الغياب 3



 


أمشي وأمشي .... فانزلقت قدمي بالخيبة لأقع فيمطر الغياب على وجهي بأوراق مذكراتك المبعثرة أمام كوخك القديم ، بدأتُ أقرأ وأقرأ وأنا أبتسم ومشاعري تجاهك تخرج من صدري كفرح مسجون استلم حريته وانطلق يبحث عن متفائل أفضل.
قرأتها كلها ويقيني بأبدية الغياب حقيقة فضحكت ضحكة أجبرت عيوني على البكاء لأتوقف فجأة وألملم أوراقك وأعلقها على الباب ... جرحت اصبعي وبدمه كتبتُ عليها : أنتَ رجل مطلوب للنسيان.

ما أخشاه هو أن يظهرك الغياب لينتهي
من عبثي في كينونته، وأنا التي أبلغت
النسيان أن يقبض عليك قبلي، أتوقع
الخيانة منهما لطالما أوهماني بقوتهما
وهما بالأخير يلعبان معي لعبة الحياة والموت.

سأكون الأذكى وأسلك طريق..... الهروب





Sunday, February 24, 2013

المشهد الرابع: الحنين





الحنين
المسافة المقطوعة بين الحضور والغياب،
 كأن تكون مستعدًا للحضور بعد غياب فقط
لأن الحنين قائم بأعمال قلب من يحبك.

في أيام سابقة، سيطر الحنين على شعوري، وأبلغني رسائل قصيرة بضرورة استيعاب أكبر كمية من الاطمئنان عليه وإن كان ببعض ذكريات أو كلمات قديمة، فلم أكترث مرتدية بدلة رسمية تحكي هيمنة العقل على الحياة ولا حاجة للشعور المستسلم للحنين.
إن ما يلزمني كي أعيش هو "نصًا واقعيًا خاليًا من الأخطاء العاطفية" وهذا لن يحدث عند الرضوخ للحنين أو الشوق.




Friday, February 22, 2013

الغياب 2





هذا الماكث شمالاً جهة الصدر ، مشدود النبض مؤخرًا ، حديثه لا يمكن أن يكون واقعًا، أحلامه تتسارع نحو الفشل، أمنياته معقودة في أغصان الخيال، فرحه ينضب بسهولة حين أذكره أننا في الغياب تائهين ، فخطوات النجاة لا أثر لها ، والوجه الشهير بالصدق أضاعنا في لحظة ما.
سمعنا صوت أغنية " حبك إنتَ غير حب ما له وصف ثاني" عانقنا الجانب الهارب في الغياب وركضنا بعيدًا عن الصوت ، فصدمنا " يا تعب أرتاح فيه يا لقا طمني خوفه وين ما رحت ألتقيه" فأسرعنا الهروب إلى إتجاه آخر ليطاردنا بـ " يا زمن ما له شبيه هو حياتي وكل سنيني كل ما فني يبيه"
استسلمنا للصوت إلى نهايته
 وكأنها قبلات تجتاحنا بلا حياء
لنهوي في المساء
كضياء القمر المنتشر في أرجاء الغياب.




Thursday, February 21, 2013

الغياب 1




الطارق المصقول بالغياب ثم الغياب ثم الغياب
أحن له بالصورة القديمة ذات الشعر المجعد والابتسامة الممتدة على خط النقاء ، والوقوف المفاجئ في مكان الوصول والالتقاط المصحوب بفرح صغير.
حنين له يجعلني أنفض الغبار عن ملابسي وأبتعد عن البحر فترة من الزمن كي أطل على مدينته من نافذة الغرباء فأطمئن أنه على ما يرام .
وأعوووووود با بحر أدلل أقدامي بأمواجك الهادئة وأستلقي على ترابك لأخبرك كم أنا متعبة من الغياب.



Saturday, February 16, 2013

في موت الثلاث




يموت المساء حين لا تخرج الحب
من قلبك على شكل كلمات .



ويموت الحب حين تقرأ
عليه "أنانية" الفراق

 
 
 
 

ويموت ضياء القمر حين لا تطل
من النافذة وتلوح له.



وفي موت الثلاث لا نلتقي ونبقى في الحياة بلا عمل مشترك ، ونحلم بأشياء متنوعة إلا أن نكون سويّا.

تصبح على ازدهار جديد مع الغياب.



Friday, February 15, 2013

المشهد الخامس: الغياب




ضوء خافت:
البكاء ردة فعل إيجابية لتفاعل نفسي يفرغ تفاصيل تملأ صدري، فلم القلق؟
ثمة رواسب حنين يخرجها البكاء فقط ....
ثمة صدق يفسره البكاء فقط...


إن كنت صادق الحب ..
اجعلني أختفي عن قلبي فجأة حيث
أكون خاوية إلا من قوت
زهيد يعينني على الحياة بدونك
 


أصرخ في وجه الغياب ألف مرة ربما يصلك صوتي يومًا فتنهض من غيابك وتعود وتشيد جسرًا جديدًا أعبر فوقه إليك.
أتعجب كيف التقينا على رصيف الفراق ونحن نحاول مفارقة وحدتنا ووحشتنا بهذا اللقاء، فامتعض الرصيف وألقانا في وجه الغياب وكأنك الحلم الذي آنس ليلتي ثم اختفى فور يقظتي، لأسير بأقدام عارية في ممرات الغياب الباردة أبحث عنك وأجدك في وجوه الرجال برهة لا تلبث أن تموت فتنافر الروح واضح معهم.

تحضنني يداي فأبتسم، وأطبق كفاي تحت رأسي وأنام فلطالما تخيلتهما مرايا تعكس بياض روحك ودفء طيبتك وطموحك الذي يعجبني وأنت تسعى إليه فابتسم وابتسم هناك في الحياة رجل يشبهني يا الله ... فأبكي لدخول تذكير غبي يخبرني أننا نسكن الغياب الآن.

أسحب يداي أكفكف بها دمعي وأحمد الله على كل الأحوال وأسرد جدول أعمال الغد على رأسي كي أشتت ذهني وأنام.





Thursday, February 14, 2013

الخميس- اختلاس همّة



قلتها لنفسي عندما حصلت زميلة كسولة غير متفانية في العمل على تقدير وشكر المسؤول وسط اندهاشي الذي تلاشى عند معرفتي بأنها قريبته وهو أمر غير مستغرب لدى بقية الزملاء.

غضبتُ قليلًا من باب نحن هنا والأفضل بشهادة الجميع ولكن تبدد شعوري بالظلم فمن يعمل مع الله لا شيء يضيع معه،

لماذا لا تشتكي لمن هو أكبر؟
لماذا لا تتظلمي؟
لماذا ولماذا مضاف إليها لو كنا مكانك لفعلنا كذا وكذا.....

لم أوضح لهم شيئا ولم أجب على استفساراتهم فخبرتي في الإدارات التي تنقلّتُ بينها علّمتني أن أكون صامتة لا أحتك بالآخرين ولا أفتح باب حياتي الخاصة أو حتى أتذمر أمام أحد، فمهما كانت القلوب طيبة لن تفضل الآخرين عليها، فمصلحتها فوق مصالحهم.

عدت إلى العمل وكأن شيئًا لم يكن رغم نظرات الغرور والأنا التي ترميها نحوي، وأنا ببرودة أعصاب أحمل الأوراق وأجهزها لأخذها للطباعة.

هناك في قسم الطباعة حيث البساطة وأشخاص أكبر همهم كيف يغطون على غياب بعضهم البعض، أجلس وأنتظر انتهاء طباعة الأوراق وأتأمل وجوهم فأنسى سخافة وتفاهة الوجوه السابقة في قسمي.

خلال عودتي إلى القسم،وبسهو مني تساقطت الأوراق ، لأسرع في تجميعها وأقبل رجل من بعيد مسرعا ليساعدني، وفي كل مرة أجمعها تسقط من يدي مرة أخرى وعرفتُ أنني متوترة ليطلب مني الجلوس وهو سيقوم بتجميعها وبالفعل جلست وبعد الانتهاء، وضعها على الكرسي المجاور وبعد شكري له قال " احمليها بعد هدوء أعصابك" ثم انصرف.

لم أنظر إليه فرأسي لم يرتفع عن المساحة التي تناثرت فيها الأوراق وأنا أجتهد في تفسير سبب ذبولي هذه اللحظات.

انتظرتُ على الكرسي وأنا أدعو الله أن يعينني على الذهاب إلى دورة المياه لأغسل وجهي ثمة دوار يصنع مضمارًا في رأسي لأفكار مشتتة ومختلفة.

ولم أستطع النهوض قرابة الربع ساعة، فحملتُ الأوراق ودخلتُ القسم أعطيتها لأحدهم وخرجتُ إلى مكان آخر بدواعي الاستفسار عن بعض الأمور.

لم يكن الموظف المسؤول الذي دخلتُ مكتبه لأول مرة موجودًا، فانتظرته إلى أن عاد معتذرًا عن غيابه( ليت نهايات الغياب في العالم كلها عودة واعتذار) ، استفسرت عن أشياء كثيرة أزالت شيئا من القلق لتنتهي المقابلة بقوله هل كان هذا ما يزعجك وأسقط الأوراق؟ لقد كان هو من ساعدني في الموقف السابق شكرته وعدتُ إلى مكتبي أنظر إلى الأجندة لأعرف ما العمل التالي.

ومن ثم دخلت المغرورة السابقة،والتي تشاركني المكان بل ومكتبها في الجهة المقابلة، وبدأت تتكلم مع زميلة لها يظهر عليها الرياء وأنا بين الحين والآخر أنظر إليها ثم أكمل عملي.
وعندما انتهت وغادرت زميلتها المكتب أخرجتُ الآيبود وألقيتُ السماعات على مكتبي ووضعت مياه معدنية على مكتبها قائلة:
عذرًا منكِ لقد ضاع حديثك هباء كنت أستمع لعالمي ... اشربي الماء لابد وأن الحنجرة جافة الآن.



Tuesday, February 12, 2013

شسوي؟ ما أقدر أسوي أكثر !


"Promise" painted by Steve Atkinson
 

حكاية الحنين تسرد نفسها دون إذن مسبق، فمهما أشغلت وقتي أجدها تروي الحنين في لحظة شرود أو تنهيدة راحة.
متمسكة بقوتي على تجاوز أصعب المشاعر تعلقًا بالآخر، وإن اضطررت إلى قطع أذن القلب ومنعه من الإصغاء ، والمشكلة هنا إذا كان القلب هو الراوي ، لا أملك قدرة إيقافه ، كل ما أفعل هو رفع مستوى صوت العقل وزيادة العمل، إما أن يملّ الحديث أو يتعب جسدي فنتعطل كلانا عن العمل.
تقدمت صديقة ، تقول أنّها فهمت جميع المعاني المخفية بين أسطر تدويناتي، وتستطيع المساعدة ، سألتها إن كانت متأكدة مما تقول فأجابت بالإيجاب.
ما حصل وخلال حوار دار بيننا كانت تدير فيه الدفة لتأخذني نحو بر الأمان
على حد قولها فإذا بي من أخذتها إلى بر أمان آخر !
نعم، ناقشتها لمدة ساعتين ، الربع الأول لي وهو بحقيقة الأمر وقت تمهيدي أستغله في البوح عني لأعرف المسافة التي يستطيع الطرف الثاني قطعها نحوي ولكن سرعان ما تتبادل الأدوار فيقلق على قلبه ـ وبالنهاية وصلتُ إلى ما هو مخبوء في قلبها لتضعف تدريجيًا..... فكيف تزعمين المساعدة وأنتِ من تحتاج المساعدة؟

أنا مؤمنة بصدق مشاعري كـ إيماني بضرورة أخذ كل شعور حقه في دورة الحياة.
الحب
الشوق
الحنين
وغيرها
مشاعر صادقة خنقها ضرب من التكرار فهي مرتبطة بالأشخاص والأشياء والأماكن ولا أعتقد نستطيع نحن البشر أن نقتل الأشخاص أو ندفن الأشياء أو نخفي الأماكن ، فقط لأنها تذكرنا وتوقظ الصادق فينا ...... فهمتِ؟
أتعامل مع مشاعري بأريحية ، أحب وأشتاق وأحن لمن أشاء حي ، ميت أو جامد
أجعلها تغزوني فأصد عنها إن كان في وجودها إخفاق لمسيرة حياتي ولكن لا أواجهها إلى أن تيأس أو تخف حدها، فمهما ارتفعت النيران ستصبح رمادًا في الآخر، ومهما أكلت وحرقت وشوهت، وأسكنت نتائجها صدري ، أبقى روميه روميه روميه .
ورحمتك يا رب .






Sunday, February 10, 2013

الحنين


 للقلب لسان ....
يغمرني بالمناداة باسمك
 

اخرجوني من الحنين بسلام



Saturday, February 09, 2013

كن صديقي - د.سعاد الصباح


كن صديقي
كم جميل لو بقينا أصدقاء
إن كل امرأة تحتاج أحيانا إلى
صديق
و كلام طيب تسمعه
و إلى خيمة دفء صنعت من كلمات
لا إلى عاصفة من قبلات
فلماذا يا صديقي ؟
لست تهتم بأشيائي الصغيرة
و لماذا .. لست تهتم بما يرضي النساء ؟

كن صديقي
إني أحتاج أحيانا لأن أمشي على
العشب معك
و أنا أحتاج أحيانا لأن أقرأ ديواناً من شعر معك
و أنا كامرأة يسعدني أن أسمعك
فلماذا أيها الشرقي تهتم بشكلي؟
و لماذا تبصر الكحل بعيني
و لا تبصر عقلي؟
إني أحتاج كالأرض إلى ماء الحوار
فلماذا لا ترى في معصمي إلا السوار ؟
و لماذا فيك شيء من بقايا شهريار

كن صديقي
ليس في الأمر انتقاص للرجولة
غير أن الرجل الشرقي لا يرضى بدور
غير أدوار البطولة
فلماذا تخلط الأشياء و ما أنت
العشيق؟
إن كل أمراة في الأرض تحتاج إلى
صوت ذكي.. وعميق
و إلى النوم على صدر بيانو أو كتاب
فلماذا تهمل البعد الثقافي
و تعنى بتفاصيل الثياب؟

كن صديقي
انا لا أطلب أن تعشقني العشق الكبير
(لا أطلب أن تبتاع لي يختاً و تهديني قصورا وتمطرني عطراً
فرنسياً)*
و تعطيني مفاتيح القمر
هذه الأشياء لا تسعدني
فاهتماماتي صغيرة .. و هواياتي صغيرة
و طموحاتي هو أن أمشي ساعات و ساعات معك
تحت موسيقى المطر
و طموحي هو أن أسمع في الهاتف صوتك
عندما يسكنني الحزن ويضنيني الضجر.
كن صديقي
فأنا محتاجة جدا لميناء سلام
و أنا متعبة من قصص العشق
و الغرام
و أنا متعبة من ذلك العصر الذي
يعتبر المرأة تمثال رخام
فتكلم حين تلقاني
لماذا الرجل الشرقي ينسى
حين يلقى امرأة نصف الكلام؟
و لماذا لا يرى فيها سوى قطعة حلوى
و زغاليل حمام
و لماذا يقطف التفاح من أشجارها
ثم ينام؟




Friday, February 08, 2013

أفنان - يوم الجمعة



يوم الجمعة هو يوم مخصص لي ، أتفقد أغراضي وأسجل حاجاتي الناقصة من السوق أو الجمعية أو أي شيء آخر ينقصني إضافة إلى التنظيف الشامل للغرفة وغسيل الملابس وكيها ثم ترتيبها في الخزانة ( لا أسمح للخادمة بدخول الغرفة أو الاقتراب من حاجاتي الخاصة) وذلك كله كي لا أتعطل خلال الأسبوع القادم وأتفرغ فقط للعمل والأنشطة الأخرى.
وأنا في الجمعية تحديدا في قسم التجميل، اقتربت مني سيدة يبدو أنها في أواخر الثلاثينات ذات وجه متعب ومرهق ودار بيننا الحوار التالي:
روميه ؟
نعم أختي ، آمري
ألم تعرفيني؟
حاولتُ استرجاع شيء في الذاكرة عنها فلم تسعفني ملامحها : أبدًا، لم أذكر هذه الملامح الطيبة.
لم تتغيري ، بلباقتك وكلامك الطيب ، وأيضا شكلك لم يتغير منذ 12 سنة ، أنا أفنان صديقتك في الثانوية.

فاصل ...

 
ويكيديا : أفنان:
طالبة فاشلة دراسيًا و مبالغة في الاهتمام بشكلها وقوامها إضافة أنها حالمة جدًا، تقرأ لنزار قباني وتقع في حب كلماته وهي ترى الرجال كلهم نزار لذا استقرت في ذهنها فكرة الزواج مبكرًا حيث الغزل والعذوبة والرومانسية المفرطة في حياتها
كنا نجلس في الفرصة المدرسية وأنا منهمكة في التحضير لمادة ما إضافة إلى تناول طعام خفيف وهي تضم يداها إلى صدرها و تحدثني عن الحب العفيف والفارس الذي سينقلها بمواصفات فاتنة ودقيقة : حنطاوي طويل رومانسي ..الخ
ثم تغرق في قصيدة حفظتها عن قلب لنزار لأقاطعها دائما بجملة :" الحين لو حافظه قصيدة العربي مو أحسن من هالحجي الماصخ! ) فأقرر الذهاب إلى الفصل وهي تتبعني وتكمل حديثها وأحلامها الوردية .
أفنان جميلة ، تأتيها رسائل إعجاب من البنات مع باقات ورد ويطلبن استشاراتها أيضا في ما يخص البشرة ومستحضرات التجميل وغيرها ....
أفنان طيبة وقلبها أبيض، ولا تجد الحماية والإصغاء دون سخرية جارحة إلا معي فالغيورات منها يتلذذن في مضايقتها، وبحكم كوني الطالبة المحبوبة للإدارة وبين المدرسات لا يستطعن السخرية أو مضايقتها وهي معي ،
وأنا أحبها ولكن لا أحب حديثها لذا و ببساطة وتحديدًا في فترات الاختبارات أفعّل خاصية ( الإذن الصمخة) فهي تتحدث وأنا غارقة في المراجعة للاختبار.
وفي يوم زفت إلي خبر خطبتها وأنها ستتزوج بعد الثانوية العامة مباشرة ولولا إصرار والدتها على إكمال الدراسة الثانوية لتزوجت منذ المرحلة المتوسطة !!!
تزوجت أفنان وانقطعت أخبارها وبعبارة أدق ، انتقلنا إلى بيت آخر، وضاعت مفكرة الأرقام المنزلية لصديقاتي ،
واعتمدت على الصدفة في اللقاء بهن.


عدنا

أفنااااااان ، يا حالمة يا جميلة ، لم أعرفك ، لقد تغيرتِ كثيرًا، اعتقدت أنّك في أواخر الثلاثينات ..أين قوامك الممشوق أين وجه اللؤلؤ المتألق أين ..
أفنان لا يهم كل هذا ... كيف حالك؟

ابتسمت بحزن وقالت:
روميه، لو سمح الله لنا العودة إلى الوراء لما تزوجت أو حلمت لبقيت معكِ أنافسكِ في العلم..
أفنان ماذا بكِ؟
الزواج ليس كما تصورت والزوج ليس كما حلمتُ بل هو صورة مختلفة تماما ، زوجي يكره الشعر لا يعرف الغزل يطلبني للنوم والأكل وتربية الأطفال فقط ، لا شي من الحلم الوردي طرز حياتي معه ، لا كلمة من كلمات نزار غرست ورودا من العشق بيننا ، لا شيء روميه ، نسيتُني في الطاعة له وتنفيذ أوامره وبخشونة معاملته وتربية بناته5 ، وجدتني أذبل يومًا بعد يوم ، لا هدايا لا مفاجآت لا كلمات تداعب قلبي ، روميه ماتت أحلامي مبكرًا وأجهضت مشاعري مباشرة بعد زواجي ، انظري في كل مرة أدخل قسم التجميل لا أشتري شيئا ، أدخله لأقنع نفسي أنني أنثى أو ربما لأتذكر كم كنتُ في وقت مضى من زبائنه ..... هو لا يهتم ، حاولتُ شراء عطر جديد ومستحضرات تجميل لأحفز قلبه على الإطراء ولو بكلمة واحدة كـ أنتِ جميلة أو مبهرة وعلى العكس نصحني بعدم إسراف المال بمثل هذه التفاهات.
أرأيتِ كم أنا أنانية معكِ الصفة الوحيدة التي لم تتغير لطالما كنتُ أتحدث عن نفسي وأنتِ منصته أخبريني عنكِ؟
أولاً أعترف أنني سابقا لم أنصت لأحلامك لكنني اليوم أنصتُ بكل جوارحي لكِ
ثانيًا أنا تغيرت على عكس ما قلته في البداية ، لقد تغير هذا ( أشير إلى رأسي) وهذا ( قلبي) وهذا ( صدري)
غير مهم الحديث عن حياتي ....عليكِ الاهتمام بنفسك لأجلكِ أنتِ ولو ليوم واحد .. أخرجي جميلة إلى حياتكِ كما تريدين لا كما يريد هو ... تعالي ....

أخذتها من يدها وذهبتُ إلى خبيرة التجميل وطلبتُ أن تظهر خبرتها التجميلية على وجه أفنان مع توفير جميع مستحضرات العناية بالبشرة ....كانت أفنان مستسلمة لي ... تنظر إلي بنظرات لن أنساها أبدًا وأنا أبتسم لها قائلة:
أفنان والله للحين حلوة ... : )







شيئُا ما جعله فراقًا



حينما عدتُ إلى البحر عرفتُ أنني سأفارق أحدًا ، لم يخبرني الموج عن اسمه ولم أطرح وجوهًا للاختيار ، تركتُ الأسماء كلها في علم الغيب ، وتوقفتُ أكتبُ الانتظار بحبات الرمل، أغلقتُ مسارات الآخرين بعنف ،أريد الخلوة مع المسار الذي ظننته على مقربة منّي، ولم أعرف أنّه الفراق الذي لم يقنعه الزمن بالابتعاد عنّي، عانقني وخطفه من قلبي، والتهم أغلب الأحلام الجميلة والكلمات الرائعة، ثم تراجع إلى الخلف ليودعني موعدًا مؤجلًا وأودعه حقيقة تستيقظ حين حب.


Thursday, February 07, 2013

السقوط الحر

كنت قد حلمت أنني متعلقة برقبة رجل لا أثبّت ملامحه
لتشبثي الشديد به خشية الوقوع في الهوة التي
كان يصرخ صداها تحت أقدامي. وفي كل مرة تنزلق
ذراعي؛ أصرخ : ساعدني !!الأجنحة لا تنبت على
ظهري ، لا تسلّمني للغياب والمجهول. فيرفعني
إليه على أن أمطر أذنه اليسرى بكلمات يحبها.

وفي كل مرة يتكرر فيها الموقف، أشعر بالاستهلاك الشعوري
التام فلماذا يقايضني؟ ولماذا يستنزف شعوري؟
ثم بقائي على هذا التعب طويلا أمرًا يستحق قرار " السقوط الحر".

همستُ في أذنه : " بربك لو أموتُ ما أنت بفاعل؟"
ثم رميتُ نفسي إلى الخلف لأهوي سريعًا مغمضة 
العينين، أرفرف بذراعي بهدف الاحساس بالحرية لا
مقاومة الموت. وما هي إلا لحظات حتى وقعتُ في بحر
لا أجيد السباحة فيه، متخبطة يداي تبحث عن شي تتشبث به،
إلى أن عانقت شيئا متحركًا فمهما كان هذا الشيء سمكة
مفترسة أو غيرها فهو لا يهاجمني بل يحملني على ظهره إلى بر الأمان البعيد.

بعد أن هدأت أنفاسي واستكانت جوارحي ، قلتُ بصوت عال: أنا
حره واسترسلتُ كلمات حب رائعة تعبر عن امتناني للشيء
الذي يحملني، وما أن انتهيت حتى قال: كلمات جديد لم أسمعها منك في الأعلى وأريد المزيد!!