Saturday, October 19, 2013

حقيقتي يوم الفراق





قررتُ الاستعجال بالكتابة لك قاصدة المضي في اتباع قلبي قبل أن يتريث ويغلق الباب على مشاعره متداولا إياها بين جدرانه فقط ، لاأذن تسمع ولا قلب آخر يشعر بها.
تذكرتُ قرارك بالابتعاد وكيف كنتَ متحمسًا حاملًا في يدك مفاتيح الفراق كرسالة كتبتها تبرر فيها كل ما حدث وما أنتَ مقدم عليه، تذكرتُ وجهي وهو يبتسم ويقرأ بصوت متعب ليناولك الرد بسرعة قبل مغادرتك .
أشكر الله على النضج الذي أوجدُه في أوردتي حين فراق أي شخص، فلا دمع ولا حزن يعتصر قلبي، نضج وإقتناع بأن الكل سيغادرون فجأة كيوم مرير يتسع لحزن العالم كله في صدري فأتجاوزه بابتسامة.
"إلي بعده"
أقولها كآخر لفظ يشمِّع اليوم السابق، ويفسح المجال لآخر يرتدي شيئا مني ومن المجهول، فمهما حسمتَ أمرك في قضاء يومك لا بد من مباغتة شيء ما نحوك.




Wednesday, October 16, 2013

نقول تغيرت





في مرحلة ما ، وقفتُ أتأمل خطواتي وما أنا عليه وإلى أين أكون إذا ما استمريت في ذات الطريق وذات الأسلوب
وكنتُ أركز على حالتي النفسية "هل أنا مرتاحة من الداخل وراضية ؟"
أدركتُ أنني في مأزق كبير في ما يتعلق بارتباطاتي بالآخرين وعلاقاتي المختلفة معهم، ووجدتُ نفسي غائبة في وجود مشاكلهم وحضوري المتكرر لأجلهم لا لأجلي، ربما استخدمت’ الإيثار بإفراط بشكل جعلني ضائعة وكل ما فيني يشير لهم وفي خدمتهم فقلبي مهتم بهم ودائم التحفيز لتلبية رغباتهم في أي وقت ، و عقلي ورشة عمل مستمرة لإيجاد حلول لمشاكلهم والتفكير بمستلزماتهم ومطالبهم أما حركتي اليومية ولو أخذنا العمل على سبيل المثال فهو منذ تواجدي فيه إلى نهاية الشهر حيث استلام الراتب مخصص لهم !


وماذا بعد؟ أين أنا؟

هنا وقفتْ ، وأعدت التفكير عبر طرح أسئلة وعلي الإجابة عليها بنعم أو لا :
هل أنا الوحيدة المقربة لهم؟
هل حياتهم مستحيلة من دوني؟
هل يوجد مردود منهم يرفع مستوى الراحة فيني؟
هل يجب علي فعل ذلك بهذه الصورة المفرطة؟
... الخ وغيرها من الأسئلة والتي أجمعت على الإجابة بالنفي ....لا

ولكن ماذا لو كانت الحقيقة هي ... نعم.. لا بديل لي في حياتهم ؟

لكي أثبت لنفسي .. قررتُ عمل اختبارات الغرض منها كشف الحقيقة أمامي وساعدتني فيها الظروف التي مررتُ بها كحادث السيارة المؤلم الذي تعرضت له مؤخرا ، فمثلا، كلما قصدني أحدهم بموضوع أو مسألة اعتذرت له بحجة عدم قدرتي على السير والحالة النفسية المتدنية التي أمر بها جراء الحادث ( وهذا صحيح) وكان كل منهم يجد بديلا لي وتستمر حياته طبيعية ، إضافة إلى اعتناقي الصمت الذي جعلهم نوعا ما ينفرون فلا يوجد من يود التحدث مع حائط بشري .!
وهكذا بدأتُ أنسحب من حياتهم تدريجيا ولا أشاركهم كما فعلتُ سابقا واكتفيتُ بأداء الواجبات وما تمليه علينا العلاقات الإنسانية كي تستمر بصورة صحيحة وسليمة لكلا الطرفين.


أنا الآن ، أشعر بفضاء شاسع داخلي لا يسبح فيه شيئ لا أريده أو متعلق بغيري ، وعقلي يجمع أفكاري منشغلا بأموري فقط اما قلبي فهو المكان الذي لم يتحسن بعد ، ربما يتطلب وقتًا وجهدًا ، وله ذلك ، فالتغيير الشامل يأتي متأخرًا لأنه متانيًا ومتقننًا.


ملاحظة: وحدهم أصدقاؤك الحقيقيون لا يستجيبون لأي تغير منك بالبعد واللجوء للحياة لاستبدالك بآخر بل العكس يستمرون بأسلوبهم معك بطريقة تخبرك أنك " لم تتغير" كالتي ترسل الآن رسائل واتساب بلا ملل ولا كلل " تدرين شسويت اليوم روميه؟ |