Monday, May 28, 2012

وحسبُنا ما حصل



كنتُ متشوقة للعلم لإصدار ألف مبرر وعذر لأنجح في اقتناء محاضرة أو دورة لا مقعد لي فيها، ونجحت في إثراء وقتي خلال كورس كامل بمحاضرات قيمة ومفيدة في مجال المناهج وطرق التدريس كانت الأشهر الماضية أشبه بالمجازفة ، فأنا أعمل صباحًا وأتأخر باستمرار في العمل لكي أنتهي من الأعمال المطلوبة وأرفع عنها التأجيل إلى الغد ثم أتوجه بعدها مباشرة إلى المحاضرة بجسد يشتكي التعب والإرهاق ورأس مثقل إلا أن هدفي يجبره على إبقاء حيزٍ فارغ تشغله فيما بعد معلومات نقوم بعملية تدوير دائمة لـ جلب المعرفة وتنمية الذات.

أعود إلى البيت لينهل أخوتي من ما تبقي من قوتي بمتابعة دراسية وحضور أسري حول وجبة العشاء أو مشاهدة التلفاز كـ أخت حريصة على المساواة بين الواجب الأسري والواجب الشخصي. ومن ثم أجمع نفسي متوجهة إلى غرفتي حيث السرير فقط ، لا وجود للكل فالكل عدم في حضور هذا الكبير وأنا أستسلم له لأنجو من عناء النعاس ، وعلى كتفه أغرق في نوم عميق.

أنام فأحلم في فسحة الوقت الممتدة ومما تعرضه الحياة ، أنتقي الجميل والمبتسم وأعرض عن التعاسة وثرثرة تكلف اللسان جهدًا في غير موضعه، وشر ما في الحلم أن يقبل آخر الوقت يحمل بين كفيه ساعة الرحيل وقبل النظر ،يغرد في أذني صوت المنبه (صوت عصافير) لأستيقظ وأحرك عجلة اليوم بدءًا بابتسامة أمي إلى المذكور أعلاه. العجيب لم يستطع أحد كان ما كان أن يضع قطعة خشبية في عجلة اليوم ويربكني إلا ما حدث منذ 4 أسابيع إذ قمتُ مبكرُا مستعدة للذهاب للعمل ومع فتح باب المنزل والخطوة الأولى خارجه فقدتُ الوعي ! وجدتني في المستشفى فالإغماء ردت فعل طبيعية لهذا الجهد المبذول يوميًا ولكن ما سببته هو وقوعي مباشرة على قدمي مع التفافها لتكسر قدمي وتجبر ويأمرني الدكتور في البقاء في المنزل لمدة شهر أو أكثر كانت تلك هي نقطة السطر الأخير.

لا أخفيكم سرًا ، الأيام الأولى صعبة جدًا في كل شيء ، والجميل فقط هو الدلال والرعاية الخاصة التي يتمتع فيها المريض من المحيطين به أمّا المحبط والممل هو الحرمان من مزاولة العمل وأي شيء غير مشاهدة التلفاز والتفرغ لسماع أحاديث الأخوات عن المدرسة والكلية وأحيانًا الصمت المطبق عدا صوت هواء التكييف !

حاولتُ زيارة المدونة والتحرش في أوراقها والاطمئنان على وطني من باب المواطنة الحرة، والاعتذار عن الوعكة الكتابية التي أردت الأوراق والقلم على البياض ، يتصارعون مع الفراغ والوحدة وأنا منشغل ة هناك بكل ما له ثقة في الحاضر ويرتب للغد.

ولم أوفق في المحاولة، ولعلّ التويتر كان الأقرب للزيارة الثانية، لقد نزل إليّ بمصباح علاء الدين ، أفركه ، ليخرج عصفورُا يحمل في قلبه 140 حرفًا عليّ ترتيبهما في صدره كي يغرّد بهم على مسامع الجميع وعسى أن أكون أفلحت. يمكن أن يغرد العصفور كثيرًا لو لم يصبه "الكسل" والحنين للوطن وألفيتني أفكر أصدقائي ، وكلما اقترب من اسم أو رقم تذكرتُ كيف هو الحال معه لذا لا أستطيع أن أضع نفسي في قالب "العتاب ويا غايب ليه ما تسال"

وليس كوني بعيدة عن أصدقائي بمانع أن أكون وفية لذا بادرتُ واتصلتُ وليتني في بعضهن لم أفعل! غمرتُ بحبهن وسعدتُ بسعادتهن وتطور حياتهن إلى الأفضل أو البقاء على حالها على أبعد تقدير بلا سوء يذكر أو بلاء يُحمد.
و لأن تجربتي مع صديقاتي ناجحة ، انتقلتُ إلى النت ، وهنا كان الخيار مفتووووووووحا ، يمكنك الاطمئنان على الآخرين بزيارة مدوناتهم أو تتبع أخبارهم على التويتر أو مكان آخر، لأن أخبار الجميع تبدو واضحة وضوح الحدود بين المعالم.

حزنتُ بعض الشيء لتأخري في قراءة إيميل صديقتي التي تدرس في الخارج وهي تدعوني إلى متابعة تخرجها على النت مباشرة ، و اكتفيتُ بالاعتذار منها وإرسال هدية إلى بيتها ف ـ الطامة الكبرى أنها عادت ولم أحضر حفل استقبالها ( ببساطة لم أنتبه لاتصالها حينها ولا لرسالتها النصيّة !!! ) ، تُرى أي صديقة أكون ؟!!؟!؟!؟!؟

امممممم ، ثرثرتُ كثيرًا الليلة أليس كذلك؟ ، سأعود ........

عفوّا يا حارس الوطن ، باب الخروج أي صوب ؟ شكلي ضيعته... !

ملاحظة: الرسمة من إبداع أختي الصغيرة ، مسميتها أنا وأختي (تقصدني فيها احم احم ) -