Saturday, August 25, 2012

أماني مبتدئة


الوضع في الخارج يسمّى نفسه "خيبة" وخصوصا مع زيادة الأماني التي تورمت ساقيها من الركض وهي لم تحقق شيئًا. الأمنية المشتعلة في سماء الإنجازانطفأت والأمنية التي تصغي لمؤذن الإرادة أصابها الصمم، لقد انتشرت الأماني هنا وهناك ترتطم بأصوات لا صدى لها إلى أن تقلصت وظلت طريقها. بقيتْ الجدران والأرصفة المشيّدة للمتعبين من الأمل والانتظار وهذه صمّاء لا تستقبل أمنية واحدة ولا ترحب بفكرة عابرة.
 
أنتِ مقصرة في حقّي أنتِ تدفعيني إلى الاختفاء " هذا ما قالته امنية لي ، "يتفقدكِ العجز كل يوم ويباهي بكِ" "أنتِ خلقتِ الصمت والهدوء والتزمتِ مكانكِ"، " أنتِ العالم الذي يتحرك بساعات ضائعة" ، "هل فكرت يومًا كيف تغرسين أمنية في الأرض لتنمو وتنثر عبيرها في السماء؟" ، "لم تفعلي ، ولستُ كـ بقية الأماني أركض بلا وجهة واضحة، ولن أخرج "
 
" الكلام مع العالم بلغة الأماني أمرّ سهل" ما قلتُه لها ، " والعالم بلغة الأماني يسير حيث تكاثر الأحلام فالجميع نيام ويحلمون، وقليلة هي مواقع الإنجاز مقارنة بمواقع السبات العميق"،" فلم أجد بقعة فيه تحتمل خطواتي عليه أو ترحب بي ترحيب البدو بالضيوف ، فتكرمني وتسمعني"،" أنا يا أمنية عندما تمنيتُ صنعتُ نافذة أخرج بها إلى هدف واضح لكنني صدمتُ بالعمق الذي هويتُ فيه وقلة فرص التقاط سلالم للصعود وترجمتكِ علنًا"،" رضيتُ أن أكون ذاتًا تختلط بذواتهم وهذا لم يحبط عزيمة إطلاق الأماني لعلّ إحداها تتحوّل بالونا فتأخذني إلى الأعلى".
 
إلى أن توقفتُ عن التمني ،أنا الآن لا أتمنى بل أدعو الله ، وأربط كل صباح بدعوة من قلب أمي أن أصنع يومًا يليق بإنسانيتي ، وأحيانًا ينتهي النهار بنزيف مؤلم، يستره الليل ويعالجه بالصلاة والدعاء قبل أن تدق الشمس الباب مرة أخرى لـ تأخذني حيث الصباح ويوم جديد.
 
.