Wednesday, October 28, 2015

"القهوة وأنا ومساء يهذي بك"

0 comments


ظلال ومطر وقديس كفر بيمين الرهبنة وتمسك بالمطر....

عزيزي:

أنا مرهقة جدًا، أقف أمامك حافية القدمين بملابس بالية وقلب مفقود في غياهب الانتظار،كتبتُ في كل مكان ،على الرمال والحائط وصدور العابرين وهامات السحب كي أجنبّ نفسي نوبات الغياب المميتة، نعم عشقتُ الغياب فألزمني الصمت وكلّفني الهروب على دروب طويلة لشيء أجهله ربما خوفًا علي من الانزلاق في وجع فراق أو فقد مشاعر وأحاسيس تجهش بالاشتياق، لا أعلم أكثر من رغبتي المستميتة في الصمت ومواصلة الغياب.
إلى أن جاء اليوم الذي اكفهر وجه السماء واعتصرت الغيوم أمطارًا غزيرة ذات صوت واحد
وأنا المتعبة لا أقوى على الهروب منه فجئت بظلالك ومظلة قديس تمدها فوق رأسي،لألتقط أنفاسي وأدثر صدري بذراعي ثم أعصر ملابسي وأنفضها من الماء قبل أن أدير وجهي نحوك وأسألك : "لا حاجة للغموض ،يمكننا التحدث هنا، بعيدًا عن أعين الماريين والفضوليين ، يمكننا البوح عن النفس والحياة وشيء في القلب يكاد يذكره النسيان لولا تشبثنا بذكريات فاضت سعادة ذات يوم وطرد البعض لا الكل من تلك الأنفاس التي استحوذت على صدورنا وكأنها تنفث فيه الآن"

عزيزي؛ اقتنص فرصة جميلة أعطيها لك كي تجمعني معك أسفل مظلتك مع إعطائي الحق بالمغادرة متى أشاء دون أن تمسك طرف قلبي وتطلبني البقاء ، المطر لم يعد كما كان أنشودة تعزفها الطبيعة لنرقص عليها ، بل هو انهمار شديد وبكاء الغيوم على قسوة الأرض وساكنيها.