Friday, July 28, 2006

قراراتنـا






/


بلغني عن شاهد الأمس ، ذهاب الحب فيه بعد أن أبلغ نفسه العشق كله .. واستأثر

قلبها وحده .. و أدلّ مبتغاه قلبه ..فـ أخفى هواه الجديد .. وتأمل القديم .. تأمل

الخارج من محنة جميلة .. ينقض ظهره صرة الهموم المتنوعة منها .. مجاهد في التصحيح

ومراجعة أوراق الأمس .

وما كان هواه الجديد ساحق للقديم .. بل تذكرة للعقل والقلب ..

ومحاسبة النفس في خطواتها يضرب الماضي مثلاً للحاضر .. فيوجب الحياة على الطاعة .. و إقامة الروح السليمة على سبيل الناصحين .

عجبتُ فعله .. وقراره .. و صرف القلب عن المحب .. فتفكرت في الإنسـان الذي

يأخذ القرارات .. لأجد لها ثلاث :



قرارٌ لا يقرِّونه ونريده ...

نهوى تطبيقه .. ونرتب وقعه .. متحدين الزمن المخالف .. حسبنا أنه السعادة لنا

وهو الراحة .

و لأن موافقة النفس جاءت فوق رفض الواقع .. نتعذب ونسافر مع الشقاء ..

نشد أزر المواجهة .. لأننا ظفرنا بما رغبنا.



قرارٌ هو الصحيح ولا نريده ..

تأتيه رياح الواقع على عكس ما تشتهيه مراكب النفس .. و تصرف النظر عن ما إذا

يسعدنا .. مكتفية أنه الصحيح والمجاري لأمر مسالم .. يستوجب راحة الملأ الذين

يرونه الصالح .. والمأخذ المبارك لنا ..

فعندما يحققون راحتهم على حساب رغباتنا .. ننعم بمملكة واقعية سعيدة وأخرى

في النفس تعيسة .



قرارٌ سليما والأحب على قلوبنا ...



هو القرار الذي تلقى مباركة المحيط .. وقبله مباركة عقلنا .. وقٌبلة قلبنا .. فيتنزّل وقعه

أحلى وأجمل .. مستدلا الستارة على آخر عروض الحزن و الجهل .. فكلا الطرفين

موافق .. يكثر العطاء على المستحق سواء كان نفساً أو واقعا ..



فـ إليكِ نفسي ... قول الشـاعر :

فـإن تـَشكَّـتْ فعلِّلْها المجرة من *** ضوء الصـباح وَعدْها بالرَّواحَ ضحـى.


0 comments: