Wednesday, August 16, 2006

دمدمة البحر

أردتُ البحث عن موسيقى هادئة تساعدني في تصنيف أفكاري
وتبعد التوتر والأرق الذي يعتريني .

بحثتُ في الصندوق جيداً .. هذه حزينة ولا ينقصني الحزن الذي أُنجب منه كل ليلة
ألماً وخوفا .. وأخرى راقصة والوقت كافٍ في طرد البهجة وأي شيء يمت لها بصلة
والأخيرة رومانسية المسمع ودافئة الأحضان و هي محرمة اليوم ومباحة للمستقبل.
دخلتْ أمي تستأذنني في زيادة مدة اشتغال أخي على كمبيوتري .. فأذنتُ له ..

ولم تخرج قبل أن تسخر : " تمنيتها أمنية أدخل عليج و لا ألقاج
عافسة شيء على الأرض ..إلا يا منثرة الأوراق أو الكتب أو الأشرطة ..الخ ."
"يمه الترتيب موجود لكن في حضور فوضى أفكاري على الترتيب تأجيل موعده : ) " .

أحضرتُ كرسيا ، لأكمل البحث في الأدراج العلوية ، حتى قبضتُ على شريط مغلف يتحزم
شريطا ورديا ، مطبوع رأسه بكلمات " هذا ما جناه زماني علي " ..الشريط تسجيل
أفكار مسموعة أطلقتها ذات صباحيات حين كنتُ أزاحم الطيور في السمـاء :

الأولى :
يدمدم موج البحر نقشا على الصخور :
على أي المدرجات يجلس الرقي؟
و أيهم صحبته ؟
يلحظ الإنسـان الذكي تلك الدمدمة ..
ينتظر تحصيل الأمر مراقباً
حتى يهدأ البحر الغاضب ...

على وداعة البحر.. يقرأ إنسانُنا السابق :
على أي المدرجات يجلس الرقي؟
و أيهم صحبته ؟
فيكتب على الرمال :
لا يجلس الرقي ،إذْ سيره بلا توقف بصحبة النجاح والصواب عزه.
وما أن فرغ حتى غُسلتْ الرمال تاركة الفرصة لإنسـان آخر.

يجدد الظهور إنسـان آخر .. يقرأ :
على أي المدرجات يجلس الرقي؟
و أيهم صحبته ؟
يحتسي شيئا في يده ثم يبصق على الصخرة مستهزئا:
عن أي رقيٌ أنتَ باحثٌ و التخلف فينا يتغذى ويكبرُ .
حينها سمَعتْ الأصداف التي تغتسل من أمنيات المحبين ما قاله فأخذت تردده .
حاول البحر اصطيادها لكنها وقفت بعيدة كلما غازلها الهواء صرخت:
عن أي رقيٌ أنتَ باحثٌ و التخلف فينا يتغذى ويكبرُ .
عاد الإنسـان الذكي ، يبحث عن إجابته ، لم يجدها .. أطلق زفير خيبة ،
رأى الأصداف .. أحبَّ إسرار أمنية .. نفخ في الأصداف حتى يطمئن أن لا
أمنيات فيها .. ففاجأته صارخة : عن أي رقيٌ أنتَ باحثٌ و التخلف فينا يتغذى ويكبرُ .
اندهش مما سمع .. كرر النفخ .. كررت الصراخ .. فقال :
يا ابنة البحر .. مالي والسرّ فيك يفضح ! ..
حقا التخلف لا يموت فينا بل يتكاثر ...

الثانية :
أزعجتني سيدتي
حنينك يصخب أجزائي ..
وفعلي الذي تريدين أصم و جماد ُ ..
كفاكِ سيدتي ..
لا تقرئي آخر أخباري
حتما تجلبٌ دموعكِ وتحرق الوجنات ِ
أرجوكِِ .. لا تسألي أكثر ..
فـ استراق البوح جرمه أكبر !
ولم يزل للشريط بقية ...

0 comments: