Thursday, December 17, 2009

الرسالة التاسعة




يبدو للحياة الجديدة ، سماء قاطبة غيومها ، تغيضني أمطارها السوداء
تنظر إلي بـ كره قديم . وبدت المفاجأة في إنبات مصائب لم تبرح
الأمس القريب ، تكاثرت حتى تفقد أعصابي توازنها .
حبستُ دموعي وآلامي ، غير مرئية للآخرين ، وجعلتُ أظهر مظهر آل
قوة وصبر ، أنهرُ ضعفي وأصفق بعضه ببعض الذي ينتهي إلى مولده
واختياله في أضلعي كـ مدلل غني يبتلي الفقير به .
كانت اعتراضاتي المتكررة تأخذ طابع الملل ، تصرف أبجديتها
على غير نفع ، وذلك فوق الاحتمال ، ورأيت سخرية الوجع ،
فهو يضربني لأصرخ وأنا أنصرف عنه أضحك وأضحك ،
أسمع بكاء قلبي الذي ما أن ينتشر حتى أنهار بعيدة عنهم،
ويضطرب صوتُ الحبيب في أذني ،ويجدي صوته مناداة
الأيام الجميلة ،حينئذ تؤذيني ما ارتبط فيها من نهايات
مؤلمة ،كأنني أضاعف الوجع وأوقعني في نار استعارت بشدة .
رضيتُ بالهناء القليل على أن يصلح ما يفسده الوجع
بشكل يلغي التخيلات السوداء المتدلدلة فوق رأسي .
دخلتُ عالم المذاكرة واقتناص فرصة النجاح من العلم
فمن خالطته أسمعتهُ كلام السعادة فعلا وقولا ، وإنمّا
أقوله كي أعوّض حرماني منه وأصنع سعادتهم ، و
الخروج من صدري الضيق إلى صدورهم الواسعة ،
وإن كانت ضيقة ؛جاءت السعادة وعملتْ على توسيعها.
وفي تلك الأحوال ، أقع في حبّ الضحكات المتولدة و
هذا حبّ يصبح من صدفة اللحظات حتى يصير عادة
في طبيعة اليوم ، وبمعنى واحد يأتي تأثيره مقنعا
أنّ السعادة مكتسبة دائما.

وفي الأحوال الأخرى ، وقبل النوم ، أصنّف أوجاعي ،
هذا وجع أسرتي وهذا وجع مستقبلي وهذا وجع قلبي و
هذا وجع طري غير مألوفة ملامحه ، وانظر بعين
الديمقراطية أي الاوجاع سيعتلي منصة ليلي ويفرش آلامه
ويعصرني في خوف ودموع. وتصدّت لهم الرحمة
الإلهية ودفعتني على إخضاع روحي لله وحده ، لأنام
وخدّي مذيلٌ بالدموع الضاحكة.

دون أن أنكر مفعول الفجر أو عصافير جنتي ، أردت
أن أجرب طريقة يبلغ نجاحها بعض سعادتي المفقودة ،
ويعيدُ أصحابها تعريف أبجديتي وهي الخلوة مع الاوراق ،
أصنع ما يراه القلب لـ يخرج الشعور المخبوء إلى
سطور ملموسة تعلمني محبة البقاء كما أحب أن
أكون " سيدة عفيفة".
هممتُ أكتب الرسالة تلو الرسالة بإساءة أو حسن الظن ،
أخيط ظرف رسالتي بحبّي فقد عرفتُ كيف أدقق في فوضى
القلب وأنقّح حبّه حيث المعنى الروحي في الروح المتممة
للروح .... .........وفي كل رسالة صباح سعيد.
أتصرف كما لو أن السعادة كتاب لم يكن يوما لي ،
لذا أضطر إلى استعارته من حين لآخر ، على شكل
رسائل خضراء تأخذ قلبي مضخة ينبض حبّه
فقط ويقنعني ان له الوقت كله ، الحب الممزوج
بالشوق كله ، وكأنه السمو الذي لا يرتقي إليه سمو

وأنه الرجل الذي كلما تشاغلت عنه دقيقة - ازددت
ولعا به ساعة.
وتلك الحالة مقتصرة مزاولتها على فترات معينة
عندما يزحف الحنين ويتخبط القلب وتشوه الأفكار ،
ولا يصدق عقل ويستمر اقتباس مواضع الإفراط حباً.

السؤال : هل السعادة المفقودة نُسقتْ جيداً في باقة
اليوم؟ ، يعتمد الجواب على أيّ عين سقتها ، وأي
فكرة تغذت عليها دون تضارب بين الصفحات والزمن.
وما يجيئ بصفاء النفس ونقاء الروح وإحسان الفكر
يرصّع زهوراً ملونة على صدر الأوراق ، وما يستعر
بأنفاس الأفكار السيئة وسوء الظن ، يجعل الأرض
تحكي القهر وتمتص نوبات الغضب وتمور في ذاتها ،
والذات هنا هو أنا عاجلاً
روميـه فهد

4 comments:

Anonymous said...

Sign in the MSN NOW

Joseph

Romia Fahed said...

أهلا جوزيف.. عذراُ منك لم أنتبه لتعليقك حينها ..لقد توجهت إلى النوم فوراُ بعد إدراج البوست .. حيث لم أنم من الليل سوى ساعة واحدة ..وما كنتٌ فاعلة لولا الروح الحنونة التي أجبرتني على ذلك.

عسـاك بخير وعافيه ..

دمتَ لـ كارلا..

روميه

lilly said...

هلا بروميه .. شكله فاتني العديد

دائما ما تكون هذه حالتنا .. عندما نحزن فاننا نغرس الفرح لغيرنا .. نبكي فنضحكهم .. نتألم فنزيد جرعات سعادتهم

ولكـــــن .. لكل حزن نهايه ولكل فرح بدايــــــــــه

Romia Fahed said...

اهلا ليلي ..
سعيدة بكِ وبحضورك ، اما النهاية معي لها بداية تنهيها ببداية اخرى وهكذا .ز اطولهن التي أشرقتْ باتجاه الشفق وأنبتتي في رمال شاطئي هذا..

دمتِ لمن تحبي..

روميه