Saturday, April 20, 2013

الفراق خرافة


المؤمن من آمن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر وقضاء الله وقدره ، وعرف أن 

الموت حق ، والغياب مسار من مسارات الحياة نحو الاختفاء وأصعبها الفراق .

لطالما أوهمتُ نفسي بـ خرافة الفراق ، وديمومة من أحبهم معي إلى أن تعرفتُ على الغياب وكيف كان يسحبني منهم أو يسحبهم من حياتي إلى ركن آخر على الكرة الأرضية وصولًا إلى اختفاء تام عن وجهها.

وكيف جاء الفراق "مؤلمًا" كمن ينزع طفلًا من حضن أمّه ، لتظل وحيدًا تسبح الله وتحمده في ضراء كـالفراق وتطلبُ السلوان منه ومسحًا رحيمًا على قلبك.


ما حصل معي مؤخرًا من حادث تصادم كان درسًا مؤلمًا وتجربة بسيطة لفراق أكبر قد يعانيه أهلي أو أعانيه أنا في أحد ما ( أسأل الله أن لا يصيب عزيز بمكروه) ، جعلني أحضنهم أكثر، أتفقد وجودهم يوميًا ، أحرص على عناقهم كل ما رأيتهم، إذ لم أخرج بعد من دائرة القلق والفراق.


خشيتُ أن يتكرر الموقف ولا أراهم ، فـ لربما الذي أنجاني هو دعاء أو عمل خير أو حبًا وبرًا بوالدتي ، ولا أضمن نجاتي ولو كنتُ على الفراش إذا جاء أمر الله.


أستذكر كلمات القوة والإيمان بالله، وأقرأ ما تيسر من الذكر الحكيم على قلبي وأستشهد بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ليطمئن قلبي، وأطرد الهواجس والأفكار المؤلمة كي أرسم اليوم بالرضا والقناعة والإيمان ثم الإيمان.


هي أيام وأسابيع وسأخرج من هذه التجربة بعد احتكاك مقدر بالمحيطين بي ، فلابد من عيش الحياة لأنها حياة والعودة مرة أخرى بتلوين ممراتها بالألوان التي أحبّها.