Saturday, February 18, 2006

حمل الإنسـان

عند حمل ما لابد منه ، وجب الإطاعة والعيش منه وفيه حتى يوافيه الفناء ، ولأنك إنســان
تحمل ما لا طاقة لك به ، تسعـى إلى استغلال بشريتك فيما ينفع ويضر سواء أحببته أو كرهته.
الحِمل الذي ينقض ظهرك ، تجدك مجبورا في تحمله وإلا لما أطعت مرغما بل أصابك حديث النفس
أن لا إكراه في القبول ، ورفضه رفضا قاطعا .
كثيرنا عنيف وظالم ، أشد ظلمه واقع على حياته ، كلما ميزه الله من نور الصلاح ،
زعزع الشيطان ثباته وأشعله في ظلمة الضياع ، أليس في ذلك هم وحزن يشكلان
حملاً لا يطاق ، يقهر سكينة الإنسان ويشده نحو فقد طعم الهناء ؟
بعض أعمالنا مسرات لنا ، وميسرات من الله في تخفيف الحمل ، ودلالة واضحة لك أيها
الإنسان في كيفية حمل فـأس مهمل في الضياع ، تضرب به الأرض حتى تتفجر عيون
الأمل و تسقيك همة وإرادة ثم تحاكيك حكاية بلوغ الهدف الذي دفنته قراصنة
الإحباط و التشتت، تستأنس روحك بعدها، وتقف صلبا شامخا ، وتمشى واثق الخطى
، ثابت الموقف ، حتى ترى أصدقائك ، تساندهم ويساندونك ، تغمر قلوبكم
فرحة تنمو ولا تنسى ، حينئذ تدرك بشدة أن الحمل الذي أنقض ظهرك لم يكن سوى
"استسلامك ".

0 comments: