Sunday, March 05, 2017

أنا القلب الثاني في سباقك




الماراثون وجريك اليومي وهدفك البعيد، يقترب كلما قطعت مرحلة ما، تتعب فتلتقط أنفاسك على كرسي الانتظار، تتنفس وتسترجع ماتم تحقيقه وتفكر في القادم وإن كنت مستعدًا له، تنهض تكمل الركض، تركض مسافة مرضية وتتذمر من أخرى خانتك نفسك عليها، يضمأ قلبك ، تتناول قارورة مياه من أحدهم قد تأخذها وتشربها وأنت في الطريق أو تقف تشحذ همتك من عطاءه وماحباه الله من حب لمساعدة الأخرين.
تركض وتركض، تتعثر بحفرة حفرها حقود ما، تتألم وبحجم عزيمتك تقاوم وتنهض، تنظر أمامك دائمًا تبشر قلبك بالسعادة والراحة التي تنتظرك على خط النهاية، وأنت على هذا النحو يجاورك قلب ما، تساوي سرعتك معه، تنسى الطريق وماحوله وتنشغل بحبه، تطمع بأدب وتطلبه مشاركتك الطريق، يوافق ، تنبت على ظهرك أجنحة فرح، الآن أنت طائر لا يشعر بقدميه وهو يحلق، تظهر الحياة جميلة ولا يهم تأخرك في بلوغ هدفك ، أنت تحب، وتعيش الحب مؤمن بقدرته على اختصار كل المسافات معه، بل أصبحت طرقات الحياة مختصرة في وجوده ، السماء الأرض الكائنات كلها ملونة بجمال طهره.
الطريق ينزعج، الفقد الفراق الغياب الحزن عاطلون عن العمل، يتآمرون ضدك، يتحدون على إيذائك، وربما هناك من يطرق ظهر شريكك بعنف، يبحث عن فقرة معينة تكون سبب تماسكه وقوته ويركز النقر عليها، يتباطؤ سيره، تتخاذل خطوته يسقط مغشيًا على وجعه، تلتفت على جانب قلبك فلا تجده، فقدته بانشغالك ربما، سحبته عاصفة ربما،استسلم للظروف ربما، خذلك وسحب قلبه منك أبدًا لا ولا.

الأيام حينها مطوي فرحها، تواجه نفسك بالأسئلة، تحاكم العمر، تتثاقل خطوتك، تنبض حنينًا وشوقًا للأمس، لكنّك تمشي، تسير بالاتجاه المعاكس أو الصحيح لا يهم، أنت فقط تمشي، تمتد يد النسيان،  تصافحك مرة، تعانقك مرة أخرى، يتسلل إلى قلبك وذاكرتك، يحجب الأمس عنك، يطلع الحاضر، تتحدد رؤية المستقبل، تمشي سريعًا ثم تهرول ثم تركض مجددًا، هذه المرة وعند آخر محطة، تبتسم، وقد هزمت ضعفك وحققت بعض أهدافك،  تتفقد قلبك و تدعو لمن حبه بالسعادة وتمضي للغد.


وبينما أنت واقف تحتفل بانتصارك،يكون هناك، خلفك بعيدًا عن الأضواء ذلك القلب الذي أحبك، يصفق وصولك، فرح بك ، يرى في نجاحك نجاحه المتعثر بسبب الظروف،  يتمنى لو انطلق إليك وعانقك، يتمنى لو انصاع لعيناك ويداك وقلبك وبكى واعتذر على كل ماسببه غيابه من ألم، يتمنى لو كان قويا كفاية ليشاطرك النجاح ، لكنه يربت على قلبه ويدعو لك بالسعادة ويعود للأمس.

3 comments:

secret said...

نمضي بأثر الطريق للمحطة الأخيرة .. ثم ندرك بأن الطريق بذاته كان المحطة و النهاية لم تكن

Romia Fahed said...


هذا صحيح نكرر التجربة بأمل نتائج جديدة

Secret
سعدتُ أن هناك من يحن للمدونات غيري💔
دمت لمن تحب

secret said...

يا رومية ..

على كل حال

الحنين ساق خطايَ للنشر .. ذهنيًا بدأتُ أعتاد التواجد في المدونات

يبدو أنه لا عذر لي بعد التوافق الذهني العاطفي :)

حتمًا ستجود عقارب الساعة بحيزٍ يحول بيني و بين الغياب ..

إلى أن أستمتع بجمالٍ من نسيج تلك الحروف الباهرة، كوني بخير