Wednesday, June 03, 2015

ذنبي هو عشق طاهر





أهيم بضلع مكسور وقلب محشور بالكاد يتنفس، كنتَ قريبا كفاية لتضمني إليك ثم بعدت بقدر أوجاع الأرض عنّي وتركتني بنت الصمت البكر لا تتكلم إلا بحب ولا تنطق بغيره، مثقلة بأشواق خامدة تثور كلما مررتَ طيفًا بجواري.

منذ مدة قابلتُ أستاذي نصحني بكسر القلم والتوقف عن الكتابة وفضل قطع صلتي بها نهائيًا إلى حين شفاء، هو يرى أن العشق يتلفني ويجعلني أكتب كمن يهذي محمومًا، يهرف ولا يتقن الصمت في الوقت المناسب، فقط سطور تولد وكلمات تتبارك عليه وصفحات تتمزق صباحًا عندما أقرؤها وأستغرب كيف كتبتها ومتى ولما العشق فاضح ومكشوف.
أشفق علي وأخذني إلى البحر مرة أخرى، طلبني الجلوس والبكاء بعيدا عن قلبه ثم غادر، يريد تطهيري من عشق يراه ملوث، هو يعرف أن قلبه محجوز لأنثى أخرى ويعرف ما كنتُ لأكون ندّا لأنثى لأنني لا أريد أخرى أن تكون ندا لي يوم تصفية حسابات القلوب.
ما عساي القول مجنونة والله بالقلوب الجميلة والأرواح المتفردة وإن بخست حقها في معرفة ذلك، أقسم بالله أنني أشعر بالعشق يتلبسني ويجعلني أكتب وأكتب ولا أرى غير من أحب وما أن أصحو، أعيد قراءة ما كتبته وأستغربني ويؤنبني ضميري وأصفع نفسي بالهروب ووعودًا أبرمها مع عقلي في منع تكرارها.
أحاول جاهدة التخفي، وجعل الحروف غير محددة الوجهة ولكن لسوء حظي؛ يعرف قارؤها أنها له، فيفرح بها ويبادلها الشعور ويزيدني طيشًا إذ يعرف أن الطهر لن يتلوث ببعض طيش، ويتسكع في أروقة الحب يمتص رحيق كلماتي وينتشي بها عاليًا.
ونصل بعد إذن إلى نقطة الهروب الأخيرة، يطلبني البقاء وأطلبه السماح برحيلي، وإن رفض أصبحت سيدة الصمت شهورًا تكفيه لنسياني قبل أن يحضنني الغياب حزينة تهيم بضلع مكسور وقلب محشور بالكاد يتنفس.