Thursday, March 10, 2016

حين لا تراه "تكتبه"




من عيوبي وربما مزاياي أنني لا أقبل أنصاف الحلول ولا أحب الرمادي بين خيارين أبيض وأسود ولا أفضل الظروف المؤقتة كوني أتعب في تغييرها إلى الأفضل أو لتذهب إلى الأسوء.
ذلك يعيدني إلى اتخاذ قرارات واضحة تسمح لي التكيف مع الوضع الحالي والتعامل معه بإرادة وعقل منير.
الأمر الآخر؛ أرفض الحرمان التام بعد العطاء لأسباب لا علاقة للظروف أو المؤثرات الخارجية بها معللا ذلك بـ "النفس وماتهوي"، فمتى ما نَزَلت "شلالًا" محبا ومريحا ، اعلم أنّك تلون الواقف أسفله بألوان الحياة وترسم على قلبه حضورًا جميلًا، وحين تتوقف فجأة فأنت تعرضه للعالم "مبللًا" يبدأ الأخير بتجفيفه وصولًا إلى التشقق من شدة الجفاف.
أفهم من يحب "عملًا"، قد لا ينطق بمفردة حب واحدة ولا يعبر عن مشاعره ويستبدلها بأعمال وأفعال تبين لك كم هو يحبًك ، وأفهم آخر يحبك أيضا وبحكم المسافات أو ظروف معينة لا يقدر على الفعل فـ يمطرك بوابل الكلمات ويعبر لك عن سعادته في وجودك في حياته.
كلا الحالتين، لو توقف الشخص عن التعبير لسبب غير مقنع، انقذ قلبك فورًا، وأثبت على الحالة الأخيرة، واطلب من يحبك بصدق، أن لا يعبر عن مشاعره ويحتفظ بها لنفسه، "نعم تحبني وأحتل مساحة جميلة في حياتك، لكنني لستُ رهن إشارة "نفسك" " !
القلب عضو رائع ، ينبض بالجمال دومًا ، مكروه أذيته أو حرمانه الفرح ، إن لم تقدر "جنتك" فلا تطؤها قدمك ثانية، وابق على عتبته مستسلمًا لـ "نفسك" الأمّارة بالكآبة، اصنع المسافات التي تريدها فمهما بعدت يبقى "القلب الآخر" على مرأى البصر، هناك وريد منه ملتف حول معصمك، تسحبه معك في كل مكان وهذا ما يسهل عليك العودة ويبقيه على قيد النبض لك.
فاصل:
الجنون الذي يثيره الحب بعض الأوقات؛ أنيق حد الرقي ، ومبعثر حد الاجتماع ، يبلغك رسائل قلبية لا شأن للعقل فيها، ومن هنا تقرؤها صادقة وتسكنك "عمرًا" يُعوّضك عن ماسبق.

مخرج:
ذوباني في خلاياك وانصهاري فترات من اليوم فيك؛ لم يشفع ولم يصدّك عن ماتريده "نفسك" ، عليّ الآن استردادي منك، والوقوف مرة أخرى "حواء" خرجت للتو من ضلعك، يسألها الحب هل تقبلينه "طينًا" رغم حبّه وصدقه قد يرميك بـ "نفسه" فيوجعك ؟ فأجيبه: "نعم" .
دورة الحب مستمرة ، يلتقى البحر بالسماء سامحًا لها أن تخلق منه "غيمة" تمطر على جفاف قلبك حد الارتواء ثم يصيح بالاكتفاء فـ تبعد أشجاره العالية الغيمة بعيدًا ، إلى أن يجف مرة أخرى، وينادي "ياغيمة".
ربما تعود وربما تهدر نفسها وتسقط في البحر، فمنه خُلقت وإليه تعود.



0 comments: