Monday, May 02, 2016

الساعة 12 ظهرًا - الملل وصديقي وأم كلثوم




منذ ساعة وأنا أرسم دوائر على أوراق بيضاء وأنصت "للملل" باسترخاء، أحوّل الموجات الصوتية من أغنية لأخرى، هذه طربية وهذه صاخبة والثالثة لا يعنيها الذوق بشيء، وحين طرحت أمامي وجوه للحديث، شاركتٌ وتكلمت ليخيّل إليّ أنني انتصرتُ على الملل لكن الخيبة هرولت سريعًا.

صديقي الغائب وإعجابه المجنون بـ "أم كلثوم" ، قامة وصوتًا وكلمة ، فلا دار حديث بيننا إلا وفيه اقتباسات أم كلثوم، ولا أهدى "واجبا" أو " حضورًا" إلا بكلمات أم كلثوم، ولا أنهى يومه معي إلا بصوت أم كلثوم، وحين حاولتُ"التملص" من الحوار معه، قال أنتِ إما تغارين أو تكرهين أم كلثوم !
أعلم كيف هو الافتنان بالأشياء والإعجاب المتأصل حد الفناء دونهم، وأعلم ماذا يعني أن يصدع "صوت" ما بما تريد قوله وينجز عنك الشعور بكلمات صادقة، أتفهم سعادتهم بأنفسهم عن غيرهم لأن هذا "الصوت" تكلم بوضوح وشفافية نيابة عن صوتهم الداخلي.
أجد متعة في الاستماع لهم وهم يتحدثون عن إعجابهم، لأغبط المعجب به وأقول " يابختك" شريطة أن لا يتطور الأمر محاولًا تلويني بـ "جنون" إعجابه، وكأن المطلوب دومًا مساعدته في تسليط الضوء والتصفيق والانبهار.
وعن صديقي السابق، جاء اليوم الذي أنصفتُ نفسي وقلتُ رأيي في أم كلثوم بـ كلمة واحدة، كانت قاسية وكافية في هدر صداقتنا واتهامي بـ "الغيرة" و "الاستخفاف" بأذواق الآخرين.

"ماعلينا" ....

نعود للملل، وتداعياته المكللة بالاستمرار، فقط لأنه مستمتع بكرم ضيافتي، "ياثقل دمك" الجملة التي نرددها ونحن نقابل ضيفًا ثقيلًا تمنعها أخلاقنا من طرده، ولا أثقل من "الملل" ضيفًا، مهما تحدثت أو قرأت أو كتبت أو حتى "عشقت" يظل مفتونًا بي كـ افتنان صديقي بأم كلثــــــــوم.


مخرج:
- رجعوني عنيك لأيامي إلي راحوا –

برضو أم كلثوم


روميه


0 comments: