Monday, July 24, 2017

فاشلة

بالأمس حين سألني رجل يراني منافسة وعدوة له في العمل ماذا بي وماالذي حصل، عرفتُ أنني ذبلتُ جدًا لدرجة تعاطف أمثاله معي، وبلغ انكساري مرتبة الهزيمة بلا حرب.

الشعور الذي يصعب علي منع انتشار سوءه فيني هو شعور الخيبة والخذلان في شخص توسمت به كل خير. أحتاج وقتًا كبيرًا جدًا للشفاء، وربما أضفتُه لخيبتي فيمن غادرني منذ 10 سنين مخلفًا وراءه أنثى كأنا.

مستعدة لدفع الفاتورة كاملة، أنا المسؤولة عن أي شعور مؤلم في قلبي، ومواساته بالطريقة التي يريدها، حداد، بكاء، تحمل مشقة الشوق والحنين، السهر إلى ساعات متأخرة من الليل، مجاراته في قراءة الرسائل، سماع ضحكاته ثم حزنه ثم بكاءه إلى أن ينام من التعب فأنام بعده.

مهزومة وبائسة، أعالج انكساري بالروتين، وهذا الأخير أيضًا تغير، فالرجل الذي ذكرته في البداية، استحوذ على كل شيء يريده وبسهولة خلال الأسبوع الماضي،تولى المنصب ونال دورة خارجية بلا أي مقاومة أو منافسة منّي، بل ساعدته أيضًا وقدمت تنازلًا كاملًا له، وهذا ما دعاه إلى الاستغراب، هو لا يعلم أنني مستسلمة للعالم كله وليس له فقط، في البيت والعمل وكل مكان، أنا في الوضع الذي يمكنك  أخذ كل ما منعتُك عنه او عارضتُك فيه،ما أمر فيه يضعني في حالة الجمود واللارغبة في الاستمرار فـ "كل شي دون الموت هيّن" ومع الوقت يموت كما مات أبي وتلاشت بعده كل أحلامي وصرتُ لهم.

الحلم يتكرر، بحر وكرسي وشال أبيض يستر ضعفي والعالم خلفي بعد تسديد كل واجباتي تجاهه ضمن رحلة حققت أمنيتي برؤية البحر قبل العودة إلى الدار.


ما أطلبه الآن، أن لا يتقدم أحدٌ بأمل لي فما عدتُ أستطيع تربية أمل جديد... فاشلة.