Thursday, February 07, 2013

السقوط الحر

كنت قد حلمت أنني متعلقة برقبة رجل لا أثبّت ملامحه
لتشبثي الشديد به خشية الوقوع في الهوة التي
كان يصرخ صداها تحت أقدامي. وفي كل مرة تنزلق
ذراعي؛ أصرخ : ساعدني !!الأجنحة لا تنبت على
ظهري ، لا تسلّمني للغياب والمجهول. فيرفعني
إليه على أن أمطر أذنه اليسرى بكلمات يحبها.

وفي كل مرة يتكرر فيها الموقف، أشعر بالاستهلاك الشعوري
التام فلماذا يقايضني؟ ولماذا يستنزف شعوري؟
ثم بقائي على هذا التعب طويلا أمرًا يستحق قرار " السقوط الحر".

همستُ في أذنه : " بربك لو أموتُ ما أنت بفاعل؟"
ثم رميتُ نفسي إلى الخلف لأهوي سريعًا مغمضة 
العينين، أرفرف بذراعي بهدف الاحساس بالحرية لا
مقاومة الموت. وما هي إلا لحظات حتى وقعتُ في بحر
لا أجيد السباحة فيه، متخبطة يداي تبحث عن شي تتشبث به،
إلى أن عانقت شيئا متحركًا فمهما كان هذا الشيء سمكة
مفترسة أو غيرها فهو لا يهاجمني بل يحملني على ظهره إلى بر الأمان البعيد.

بعد أن هدأت أنفاسي واستكانت جوارحي ، قلتُ بصوت عال: أنا
حره واسترسلتُ كلمات حب رائعة تعبر عن امتناني للشيء
الذي يحملني، وما أن انتهيت حتى قال: كلمات جديد لم أسمعها منك في الأعلى وأريد المزيد!!