Monday, February 25, 2013

الأثنين- الانتقال





قررتُ اليوم عدم الخروج من المنزل ، والاسترخاء في غرفتي مع التشديد على الاستغناء عن القراءة أو الكتابة أو التفكير .

التركيز على الجمود، والخروج من مأزق ضغوطات والتزامات الحياة اليومية.

لا أستقبلُ أحدًا من أفراد أسرتي إلا عند الضرورة إضافة إلى إغلاق هاتفي والتمتع بالوحدة بإرادتي، لا شيء يتدخل في هدر وقتي غير الفراغ.

كل ما هو حولي مرتب ومنظم ونظيف، وطريقة جلوسي أيضًا وما أفعله هو التأمل في أظافر يدي وقدمي تارة أو العبث بشعري ومساج خفيف تارة أخرى ثم الاستلقاء على "الغنفة" وأمرر السبابة من أول منتصف الوجه إلى آخره كأنني قسمتُ وجهي إلى نصفين.

وضعتُ يدي على خدي لا أفكر بشيء ونظرتُ إلى علبة الماكياج وأدوات التجميل الجديدة التي لم أجربها ، لأجربها الآن ...
لحظة ، وضع الماكياج يعني تنظيف البشرة ثم ترطيبها وتكرار الأمر عند إزالة الماكياج، التجربة متعبة وخصوصا وأنا لا أضع الماكياج إلا في المناسبات أما العمل فلا يأخذ مني سوى كريم مرطب وواق من الشمس ومرطب شفاه وإذا أسرفت وضعت القليل من الكحل وهذا نادر، لا أعرف كيف يتحملن مستحضرات التجميل كل صباح!!
ماذا عن صبغ الأظافر ولونه الزهري الجميل ؟ امم بعد ٣ ساعات صلاة الظهر ولصحة الوضوء يجب إزالته وهناك ٥ صلوات في اليوم وهل سأقضي الوقت في صبغ الأطافر وإزالته، ما تسوى السالفة !

نظرتُ إلى وجهي بالمنظرة الصغيرة، أعتقد أن شفاهي تحتاج نفخ كشفاه مرزوقة الطقاقة " عليها براطم تقدر طق عليهم بدل الطار"
وتوريد خدود وابر نظارة وو ... أعوذ بالله من الرجيم و شياطين الانس والجن، مستحيل أواكب الأخريات في تغيير وجهي، لنجعل السنين تكمل دوراتها على وجهي، "خذي راحتج طال عمرج"


أرقص؟ بيونسيه موف يور بودي ؟ باك ستريت بويز لارجر ذان لايف أو ذ ون ؟ ويتني هيوستن فور ايفر؟ أم فيصل أو موضي الشمراني ؟ القصار أو باسم الردهان أو الفيلجاوي؟ الجسمي ، عبد المجيد ، وليد الشامي؟

لا، الرقص " وناسة" ولكن تعب وأنا قلتُ في بداية اعتكافي " استرخاء" وليس" طبي هلا حياج يا نور القمر".

قضيتُ نصف اليوم وأنا لا أفعل شيئا سوى الجلوس هادئة معطلة التفكير، إذا نطق الحائط خلفي نطقتُ أنا، ثم طرقت أختي الصغيرة الباب بحالة عاجلة، وعندما فتحتُ الباب ركضت مسرعة إلى سريري وقرارٍ منها بالجلوس معي وأنها لن تخرج مهما حصل.
ببساطة أغلقتُ الباب مع الموافقة فهي تأتي إلي بهذا الإصرار عندما يكثر حديث الكبار والنزاع الصبياني في البيت.
عدتُ إلى " الغنفة" صامته وهي واقفة أمام مكتبتي الصغيرة تنتقي كتابًا للقراءة " فهمتْ إن مالي مزاج أتحجى مع أحد" وأنا أنظر إليها تأخذ كتاب تقلب صفحاته قليلا وتعيده الى مكانه ، تبحث عن كتاب ما يسليها لا يشغل تفكيرها وفي النهاية استقر رأيها على كتاب " حكايتي مع القاهرة" للكاتب طارق العيدان ، تربعت" بجانبي على الغنفة تقلب مذكراته وتتفاعل معها، وأنا صامته أسمح باستفسارها عن أي نقطة في الكتاب.

وبعد الانتهاء من القراءة طلبت استعارة الكتاب ( الاستعارة عندها يعني لا تحلم تشوف الكتاب مرة ثانية) وافقت وأنا أصحبها إلى باب الغرفة اقترحت أن نذهب لشراء مستلزمات المدرسة فوافقت واقترحت أيضا العشاء في كنتاكي لقربه من المكتبة فوافقت واقترحت أخذ صديقتها لتشاركنا فوافقت وقبل الاقتراح التالي أمست خارج الغرفة لأغلق الباب " ما بقى غير نروح شارع الخليج نتمشى بعد ونلف الكويت .. صج بنات ما ينعطون ويه " !!! .

وبعد عودتي مع الآنسة الصغيرة التي انطلقت إلى أخواتي لتحكي لهن "غسيل الشراع" الذي ناله شاب في المطعم، ربما كتبتُ عنه فيما بعد، وأنا أكملتُ طريقي إلى غرفتي كي أتأكد من جاهزيتي لأعمال الغد.

***
آنستي الصغيرة .... يمكنني الغياب عن العالم أجمع وبلا استثناء إلا أنتِ يا بعد روح وقلب وعيون روميه.