Thursday, February 14, 2013

الخميس- اختلاس همّة



قلتها لنفسي عندما حصلت زميلة كسولة غير متفانية في العمل على تقدير وشكر المسؤول وسط اندهاشي الذي تلاشى عند معرفتي بأنها قريبته وهو أمر غير مستغرب لدى بقية الزملاء.

غضبتُ قليلًا من باب نحن هنا والأفضل بشهادة الجميع ولكن تبدد شعوري بالظلم فمن يعمل مع الله لا شيء يضيع معه،

لماذا لا تشتكي لمن هو أكبر؟
لماذا لا تتظلمي؟
لماذا ولماذا مضاف إليها لو كنا مكانك لفعلنا كذا وكذا.....

لم أوضح لهم شيئا ولم أجب على استفساراتهم فخبرتي في الإدارات التي تنقلّتُ بينها علّمتني أن أكون صامتة لا أحتك بالآخرين ولا أفتح باب حياتي الخاصة أو حتى أتذمر أمام أحد، فمهما كانت القلوب طيبة لن تفضل الآخرين عليها، فمصلحتها فوق مصالحهم.

عدت إلى العمل وكأن شيئًا لم يكن رغم نظرات الغرور والأنا التي ترميها نحوي، وأنا ببرودة أعصاب أحمل الأوراق وأجهزها لأخذها للطباعة.

هناك في قسم الطباعة حيث البساطة وأشخاص أكبر همهم كيف يغطون على غياب بعضهم البعض، أجلس وأنتظر انتهاء طباعة الأوراق وأتأمل وجوهم فأنسى سخافة وتفاهة الوجوه السابقة في قسمي.

خلال عودتي إلى القسم،وبسهو مني تساقطت الأوراق ، لأسرع في تجميعها وأقبل رجل من بعيد مسرعا ليساعدني، وفي كل مرة أجمعها تسقط من يدي مرة أخرى وعرفتُ أنني متوترة ليطلب مني الجلوس وهو سيقوم بتجميعها وبالفعل جلست وبعد الانتهاء، وضعها على الكرسي المجاور وبعد شكري له قال " احمليها بعد هدوء أعصابك" ثم انصرف.

لم أنظر إليه فرأسي لم يرتفع عن المساحة التي تناثرت فيها الأوراق وأنا أجتهد في تفسير سبب ذبولي هذه اللحظات.

انتظرتُ على الكرسي وأنا أدعو الله أن يعينني على الذهاب إلى دورة المياه لأغسل وجهي ثمة دوار يصنع مضمارًا في رأسي لأفكار مشتتة ومختلفة.

ولم أستطع النهوض قرابة الربع ساعة، فحملتُ الأوراق ودخلتُ القسم أعطيتها لأحدهم وخرجتُ إلى مكان آخر بدواعي الاستفسار عن بعض الأمور.

لم يكن الموظف المسؤول الذي دخلتُ مكتبه لأول مرة موجودًا، فانتظرته إلى أن عاد معتذرًا عن غيابه( ليت نهايات الغياب في العالم كلها عودة واعتذار) ، استفسرت عن أشياء كثيرة أزالت شيئا من القلق لتنتهي المقابلة بقوله هل كان هذا ما يزعجك وأسقط الأوراق؟ لقد كان هو من ساعدني في الموقف السابق شكرته وعدتُ إلى مكتبي أنظر إلى الأجندة لأعرف ما العمل التالي.

ومن ثم دخلت المغرورة السابقة،والتي تشاركني المكان بل ومكتبها في الجهة المقابلة، وبدأت تتكلم مع زميلة لها يظهر عليها الرياء وأنا بين الحين والآخر أنظر إليها ثم أكمل عملي.
وعندما انتهت وغادرت زميلتها المكتب أخرجتُ الآيبود وألقيتُ السماعات على مكتبي ووضعت مياه معدنية على مكتبها قائلة:
عذرًا منكِ لقد ضاع حديثك هباء كنت أستمع لعالمي ... اشربي الماء لابد وأن الحنجرة جافة الآن.