Friday, February 15, 2013

المشهد الخامس: الغياب




ضوء خافت:
البكاء ردة فعل إيجابية لتفاعل نفسي يفرغ تفاصيل تملأ صدري، فلم القلق؟
ثمة رواسب حنين يخرجها البكاء فقط ....
ثمة صدق يفسره البكاء فقط...


إن كنت صادق الحب ..
اجعلني أختفي عن قلبي فجأة حيث
أكون خاوية إلا من قوت
زهيد يعينني على الحياة بدونك
 


أصرخ في وجه الغياب ألف مرة ربما يصلك صوتي يومًا فتنهض من غيابك وتعود وتشيد جسرًا جديدًا أعبر فوقه إليك.
أتعجب كيف التقينا على رصيف الفراق ونحن نحاول مفارقة وحدتنا ووحشتنا بهذا اللقاء، فامتعض الرصيف وألقانا في وجه الغياب وكأنك الحلم الذي آنس ليلتي ثم اختفى فور يقظتي، لأسير بأقدام عارية في ممرات الغياب الباردة أبحث عنك وأجدك في وجوه الرجال برهة لا تلبث أن تموت فتنافر الروح واضح معهم.

تحضنني يداي فأبتسم، وأطبق كفاي تحت رأسي وأنام فلطالما تخيلتهما مرايا تعكس بياض روحك ودفء طيبتك وطموحك الذي يعجبني وأنت تسعى إليه فابتسم وابتسم هناك في الحياة رجل يشبهني يا الله ... فأبكي لدخول تذكير غبي يخبرني أننا نسكن الغياب الآن.

أسحب يداي أكفكف بها دمعي وأحمد الله على كل الأحوال وأسرد جدول أعمال الغد على رأسي كي أشتت ذهني وأنام.