Tuesday, February 12, 2013

شسوي؟ ما أقدر أسوي أكثر !


"Promise" painted by Steve Atkinson
 

حكاية الحنين تسرد نفسها دون إذن مسبق، فمهما أشغلت وقتي أجدها تروي الحنين في لحظة شرود أو تنهيدة راحة.
متمسكة بقوتي على تجاوز أصعب المشاعر تعلقًا بالآخر، وإن اضطررت إلى قطع أذن القلب ومنعه من الإصغاء ، والمشكلة هنا إذا كان القلب هو الراوي ، لا أملك قدرة إيقافه ، كل ما أفعل هو رفع مستوى صوت العقل وزيادة العمل، إما أن يملّ الحديث أو يتعب جسدي فنتعطل كلانا عن العمل.
تقدمت صديقة ، تقول أنّها فهمت جميع المعاني المخفية بين أسطر تدويناتي، وتستطيع المساعدة ، سألتها إن كانت متأكدة مما تقول فأجابت بالإيجاب.
ما حصل وخلال حوار دار بيننا كانت تدير فيه الدفة لتأخذني نحو بر الأمان
على حد قولها فإذا بي من أخذتها إلى بر أمان آخر !
نعم، ناقشتها لمدة ساعتين ، الربع الأول لي وهو بحقيقة الأمر وقت تمهيدي أستغله في البوح عني لأعرف المسافة التي يستطيع الطرف الثاني قطعها نحوي ولكن سرعان ما تتبادل الأدوار فيقلق على قلبه ـ وبالنهاية وصلتُ إلى ما هو مخبوء في قلبها لتضعف تدريجيًا..... فكيف تزعمين المساعدة وأنتِ من تحتاج المساعدة؟

أنا مؤمنة بصدق مشاعري كـ إيماني بضرورة أخذ كل شعور حقه في دورة الحياة.
الحب
الشوق
الحنين
وغيرها
مشاعر صادقة خنقها ضرب من التكرار فهي مرتبطة بالأشخاص والأشياء والأماكن ولا أعتقد نستطيع نحن البشر أن نقتل الأشخاص أو ندفن الأشياء أو نخفي الأماكن ، فقط لأنها تذكرنا وتوقظ الصادق فينا ...... فهمتِ؟
أتعامل مع مشاعري بأريحية ، أحب وأشتاق وأحن لمن أشاء حي ، ميت أو جامد
أجعلها تغزوني فأصد عنها إن كان في وجودها إخفاق لمسيرة حياتي ولكن لا أواجهها إلى أن تيأس أو تخف حدها، فمهما ارتفعت النيران ستصبح رمادًا في الآخر، ومهما أكلت وحرقت وشوهت، وأسكنت نتائجها صدري ، أبقى روميه روميه روميه .
ورحمتك يا رب .