Wednesday, February 03, 2016

على لسان مريم- الجزء الثاني




كبرتُ، رسمتُ الدنيا بأبي قبل أي شيء، وضعني أمامه وقال هي ابنتي، أمي تستعد للحياة بأبنائها سواي، ترى نصيب أبي فيني أكبر، كبرتُ أيضًا، صار أبي كل رجال العالم، لم ينبض القلب أو يقع في غرام أحد، جاءت الحياة صعبة لكنّها مطيعة، تقف مكتوفة الأيدي كلما هزمتها، لا أخافها أنا، صاحبة الجلالة والرأي الأخير ، توالت الجدران التي أضرب بعرضها أشخاص ومواقف كثيرة، وزادت رقعة الخيبة في نفوس الفشل.

يزيد قلق أمي، القلق الذي أجهل مضمونه ومصدره، أهملته في مسعاي لطلب العلم ، وتحفّظي على قلبي جعل مني غير مبالية ، "لا رجل آخر كـ أبي أرجوك" لافتة علقتها على بوابته، عشتُ الحياة بـ كائنين: الشهادة العلمية و أبي.

إلى أن بلغتُ من النضج العقلي ما سبقتُ قريناتي إليه، أما العاطفي فلم يتعدى الشعور بالآخرين ومؤاخاتهم، كبرتُ أكثر ، بدأت الخلافات بين أبي وأمي (لطالما رأيتُ السبب أمّي)، تجاهلتُ وجودها، أخذتني عزتي بأبي وحبّي له فوق أي رحمة كـ أمي ، إلى أن جاء اليوم الذي كشف عن الوجه السيء للحياة، وللأسف جاء بوجه أبي.

يتبع...





.

0 comments: