Saturday, January 16, 2016

سيدهم-الجزء الثاني








(2)
"السماء سماء الله والأرض وما دبّ فيها ملكٌ له والجنة والنار ثواب وعقاب، 
وأنتِ سمائي وأرضي وما ملكت لكِ والجنة والنار عندك ثواب وعقاب إن لم أصنك 

وأحبّك صدقا"


هذا ما وجدتُه منقوشًا على باب عالمه، خلعت حذائي ومشيتُ حافية في هدوء وسكينة، المكان يشبه الكنيسة بصور المسيح والمجدلية ولوحات معلقة وأخرى مهملة، وعبارات ترحيبية تنصبني ملكة قبل معرفتي، ولأنني مؤمنة بالله أولًا ثم نفسي لم أخف بل زدتُ فضولًا في اقتحام قداسته ....

" أهلا بجلالتك" صوتٌ لا أعرف مصدره.
" أهلًا بك، من أنتَ وفيما طلبتني؟ "
" لاأريد منك شيئا، أنا رجلٌ يبحث عن المغفرة فقط"
" ما كنتُ ربّك لأغفر لك خطاياك"
" لم أقصد خطايا بمعايير البشر والتوبة والمغفرة الإلهية، يوجد سوء أنتِ الوحيدة القادرة على غفرانه"
حسبتُه مجنونًا لكثرة ما نسبني إلى الملائكية والنزع عني صفات البشر، ولسانه عربيًا ينطق عن ثقافة عالية ومنطق روحي حافل بالصدق .
" ما المطلوب مني؟ "
" سبق وقلت لا أريد شيئا، يمكنك الانصراف متى شئت لا أقيدك إطلاقا ولا أنظر في غدٍ معك وإن كنتُ أتمناها، فـ حضورك في يومي "حرفا" أو "كلمة" يعني أنني باق على قيد الحياة، أنت الشمس والحياة والطهر الذي يغفرلي "
أهملتُ حديثه، وطفتُ أتفحص المكان، وأسأله عن اللوحات والمكان والزمان، ثم أدس فضولي في كشف الستار عن حياته.
كان متجاوبًا جدًا، صادقًا جدًا جدًا ، طلبتُ منه الخروج عن أجواء المكان إلى الخارج، نحتسي القهوة، وندير حوارات حياتية حيث أنا وهو ، وفي كل موضوع يبدأ معه ينتهي بي ! نعم أنا محور الكون عنده وعلى الحياة الانتهاء عندي!
لا أخفي ضحكاتي، وأنا أتشبث بالأرض كلما رفعني ملاكًا أو غيمة تبعث الحياة في السماء، يتكلم يقينًا لا عبثًا ، أضحك وهو يوجه كتب لمنظمات عالمية وهيئة الأمم المتحدة لاختياري مشروع سلام قادم يبعث السعادة ويحقق غاياتهم المنشودة،
أفقدني من فرط ما وقعتُ سعيدة ضاحكة وهو يحلف بالله أنّها حقيقة عليّ الإيمان بها، إلى اللحظة التي تحدثنا فيها طويلًا لـأنطق جنونا.


يتبع ...


0 comments: