Monday, January 25, 2016

رسالة تخصّك- غصة بكي



أبي أغفر له .. ماأقدر
أبي أسامحه .. ما أقدر 


أسامح على شنو وإلا شنو، أوجاع سنيني السابقة اقتحمت مسائي، انت بكل الوجوه السيئة والقاسية تصفعني، أشوف في هالسنة طيحاتي وشلون دعاوي أمي تقوّمني، أشوف في الي وراها تعبي، قلة حيلتي، هزائمي، وشلون السنين تتوالى وتحرمني وتسلبني وتسرقني العمر وأنا أحارب وأحارب لو زادت انتصارات فنصيبي من الوجع أكبر، أتعور وأداوي جروحي بنفسي، أنفق راحتي على غيري، أكتفي بذاتي وأحرمني منك ومن غيرك، ما أمنع وجودي بس أرفض وجودهم معاي.


لأول مرة في حياتي أمس، احتجت أحد يمّي، ينصفني من نفسي، يرحمني في وجعي، ياخذ مهمة التفكير، يسري في شراييني رحمة وسكينة ويدفعني لك، لأول مرة شعرت الدمع يصب من عيوني وراسي وخشمي وأذوني وقلبي ، لأول مرة يختل توازن الإدراك عندي وأصرخ يارحمة الله انقذيني ابعثي أحد يلمني وينقذني.


"إنتِ ماتستاهلين ، وروحي له عشان نفسج" أول قطرة من غيثه، هذا الي رغم تعب يومه قعد يمي، يحاول يمسح دموعي ، يرفعني حضوره عن وجعي ، دخل في راسي وفكّر ، وتعامل مع ضعفي ، ذكرني وكلمني، رفع راسي وتحمل صرخاتي من قهري ، سكن في قلبي يقنعني، عشاني إي عشاني، مايبيني أندم ، يصحّي الرحمة فيني ،يطلبها تتكلم ، واستشهد فيني ومنّي ، يبيني أصحى واستوعب ولا أرجع.


استأذنه وأجيك، منهارة وموجوعة، أجر خطواتي صوبك، وصراعات داخلية بين سامحيه ولا تسامحينه، كل الي سويته عطيتك مساحة مريحة من اللقاء، ملامح مسامحة فاخرة، ضحكت في وجهك، حضنت ضعفك، تركت لك فرصة احتضان الـ 10 سنين في ساعة، تظاهرت بالنسيان ، وطبعت على رأسك وجبينك قبلات رضى وغفران، خليتك تلمني، تسامح مني، تقول انا غلطان، وطغيت وتكبّرت، سلمتك رحمتي وبلغتك قربي وعودتي وطلعت.

جدًا مزيفة يا أنا...

 شفت شلون محترفة في التمثيل؟ في كل ابتسامة لك خلفها صرخة غضب، كل دمعة نزلتها انت اسكبت في داخلي شلالات وجع، أنا مرآة اعكست صورة انت تبيها عشان ترتاح وتكفر ذنوبك، ماتدري خلفها بنت موجوعة فوق ماتتصور، عندها شرخ في كل ضلوع جسمها، تحمل ذكريات متعبة وأصوات مجروحة وقلب معلّق على بوابة الهلاك.

أسامحك؟!!!! جد أسامحك؟ !!!!


واالله ما أقدر ، بس بأرجع نفسي و قربي لك، و أوهمك بالسؤال والاطمئنان، بأغرس في صدرك بذور المحبة والغفران، بأخدمك مثل ماتبي ، أحضنك وأساعدك، بأعطيك الأمان ووعد ما أخليك وبأرحم ضعفك، تفضل أنا ناقصني تعب يالله زيده، ما تدري يمكن أبيحك وأحللك تقول أمي: " بنتني من الله مسكينة وطيبة"


مخرج:

أنا دون العالمين "سراب" ، لله درّك كيف أدركتني "حياة" .