Friday, January 15, 2016

سيدهم- الجزء الأول





سيدهم:
الرجل الأسطوري الذي رسمته على صفحات مدونتي، وأنا هائمة ومشتاقة له أطبع ذكرياتي معه في كل مكان ، الرجل المعطر بالفضيلة والاجتهاد من لا يرضى بما تعطيه الحياة له ويصارع أيامها ليكسب نصيبه منها كما يريد ومخطط له.

صادفتُ أشباهه ، تفحصتُ وجوهم، شخصياتهم وحياتهم،غرقتُ في قلوبهم وحبهم ، نزلتُ ملكة على عرش قلوبهم، أحسنوا معاملتي و مغازلتي ، أجبروني على الانخراط في عوالمهم أكثر ليفصح بعضهم عن رغبة مدفونة في توثيق القرب للأبد.
جميعهم ارتكبوا أخطاء بسيطة منها: أنهم رأوا مستقبلهم وأنا فيه، وهذه الرؤية كلفتني عناء "الهروب" مرات ومرات إلى أن يستجيب الغياب ويحقق " الهروب الكبير" .
لم أجرؤ على إيذاء قلوبهم بل تركتُ لهم فرصة التمتع بالشرقية كاملة والمبادرة في هجري وتسليمي محطة الغياب محطمة؛ " خذي حقائبك واجلسي هنا ريثما يصل قطار الهروب ... وداعًا "
رأيتُ دموع الفراق وسمعتُ صرخة التشبث المدفون في الصدر ورجفة كفوف تلّوح بالوداع مرغمة و كبرياء ينجو بصاحبه من التوسل، وأنا أضمني جيدًا فمحطات الفراق شديدة البرودة.
هكذا؛ قبل أن أرتدي معطفي وأجد في جيبه من دسّ ورقة " مساحة ظلال" ، ابتسم للحب مرة أخرى ، أشعر بدفء يشرح صدري للحياة، أسمع صفارة قطار الغياب، ألوّح له بالعودة "لا حاجة لك الآن، ربما هو سيدهم المنتظر عد أيّها القطار"
أرتب نفسي وأخلع معطفي وأحمل حقائب وأركض مجنونة نحو البحر.
أناديه: "أنتَ يا أزرق، هناك من سيشاركك فيني، أشعر بذلك"
يرسل موجات تضرب أقدامي " مجنونة، لن يقدر عليك أحد"
" تعرف كم أنا مسكينة أخاف الله والعالم وأمي : ( "
" لازلتُ عند رأيي لن يقدر عليك أحد، المشكلة تكمن في قلبك، وحدانية العشق ورهبنة الفضيلة لا يتفقان، وأنتِ تصرين عليهما معًا"
" الحب من الفضيلة ، الفضيلة منبع والحب مصب وأنا المجرى بينهما، هل فهمت؟"
"مجنونة ماذا أقول، حاذري الجنون في الحب، وستجديني ان شاء الله من المنتظرين".
"وداااااعا يا أزرق .. أحبك"

يتبع

0 comments: