Tuesday, January 05, 2016

مكالمة مفقودة





قلتَ عليكِ البعد والالتفات لغدِك وتكوين أسرة واختيار البعد كـ حلّ لاثاني له، قلتها بقسوة شديد اللهجة، تجاهلتني بعدها ومضيتَ إلى أختك تسألها عن الزوجة الجديدة.

حاولتُ استنطاقك ما الذي يعيبني؟ هل هو طهري أم حبي أم الخير الذي أحمله في عمري لك؟ هل هو شعورك الدائم أنني أستحق الأفضل ولا يمكن لناقص مثلك الارتباط بكاملة مثلي (وجهة نظرك) ؟ أم حبّك لي ليس كافيًا ويلزمنا الكثير من الواقع؟

كان ردّك مستفزًا وتجاهلك مرًا وصدّك على مدى أيام كفيلًا في جعلي أحزم حقائبي وأخرج من حياتك كما طلبتني.

تركتُ لك على السرير ورقة "رجع يشوف ..." تشير على تسجيلٍ مرئي يوثق صباحًا لن تحصل على مثله في حياتك كلها، ومضيتُ إلى المحطة.

هل تعتقد أنني فقدتُ إيماني بالحب؟
هل توقفتُ عن اللعب بسنين عمري باحثة

عن "سيدهم" كأسطورة مجنونة ستتحقق يومًا ما؟

لا،
أنا مجنونة جدًا وإن لم يكن لي في "سيدهم" نصيب، أرى العمر يسرقني وأنا صامتة فمهما أنفقتُ حبًا واهتمامًا لأخوتي سيأتي اليوم الذي ينفقون مثله على حياتهم الخاصة ويبدأ كل واحد بالانسحاب مني، وهذا الأمر لايزعجني بتاتًا ، حينها سأحجز مقعدًا في دار المسنين على أن يسمحوا لي نهاية كل أسبوع الذهاب إلى البحر بشال أبيض يشبه شعر رأسي الذي يستره حجاب أبيض أيضًا، أجلس على الرمال وقدماي في الماء،يدلكهما البحر بحنان كما يفعل دوما قائلًا :سيأتي فلا ترفضيه أو تجرّي شيخوختك وتهربين، فقط اسمعيه وامنحيه حبًا، اجعليه يتنفس أكثر كي تعيشي.

لا تقلق علي، الفراق والبكاء والوجع ثلاثي يصل مهما طالت مدته، ثم إنني أحب الحب ذاته، وأعشقه روحًا تملي علي العطاء هنا وهناك.
ترّفق بنفسك واخبر قلبك أنّك اخترتَ حياة تشبه بقية البشر وسيسامحك أمًا أنا لن أسامحك.



كاذبة؛ سامحتك، كما ترى غبية : )
 روميه؛ 26/12/2015

0 comments: