Saturday, January 30, 2016

شخصيات- جاسم





رجل طموح ومثابر خرج إلى الدنيا ليجد والدة تشبه والدتي في الظروف والحياة ، وأصبحا على إثر ذلك صديقات عمر وروح، وكل واحدة منهما رأت في زواجنا هدفّا للطمأنينة والسعادة ، في الوقت الذي لا نرى في بعضنا غير " أخوة" تستحق التصفيق والامتداد.
سألني عن رأيي وأخبرته ما يدور في عقله وقلبه أيضًا، فنحن لا نصلح غير أخوة وأصدقاء، واجهنا أمهاتنا وبعد شد وجذب وصد ومنع رضيا بالأمر الواقع على أن تنسحب والدته من أي مشروع زواج ووالدتي بالمثل، إلا أن والدتي وقعت صك ملكيتها لي أبد الآبدين.
مرت السنون ، وتزوج هو أنثى أحبها جدًا، أنجب منها توأمًا جميلًا ، بدت حياته مستقرة ورائعة وسرعان ما هوت تعيسة وحزينة في ظل "طمع" زوجته واستغلالها حبه لها.
هي تحبه لكنّه بطبعه معطاء كـ "تشوفني بعين أشوفك بعيوني الاثنين" ، لم يبخل على البيت أو عليها، عمل كثيرًا وأرهق نفسه كي يحقق لها ما تريد، فـ جازته بالطلبات التي لا تنتهي وتحولت من زوجة محبة ومسالمة إلى أخرى غايتها نفسها فقط .
حاول مرات عديدة الإصلاح بين قلبها وقلبه، إلا أنها كانت تزيد الحواجز بينهما ولا تراه غير "مصدر" مادي يحقق رغباتها وأمنياتها في الحياة.


قد تولد إنسانًا فقيرًا ومحرومًا من متع الحياة، فـ لتنتبه في ما يرزقك الله، كل شيء متصل بالفقد إلا الحب ، فمتى ما وجدته تشبث به بكل ما أعطاك الله من الإيمان، لأنّه الرزق الذي يرضيك ويغنيك ويجعلك قانعًا بأرزاقه سبحانه التي ستتوالى عليك.

أخبرني مؤخرًا نيته في الانفصال عنها، إذ خرجت من البيت غاضبة لعدم تنفيذه طلبها الأخير، وتركت الأطفال معه غير آسفة أو متعلقة، بل تهدده أيضًا في هجرانه وأنّها كما وجدته ستجد غيره !!! .
سألته هل تحبها؟ أجابني الحب بيني وبينها هو حبّي لأطفالي ورغبتي الحقيقية وجودهم في كنف والديهم معًا ، لا أحبذ الانفصال أبدًا وفي ذات الوقت أرهقتني وقتلت سعادتي معها.
صمتنا فترة طويلًا، ينتظر منّي رأيًا ، ولا أعرف فيما أجيبُه، يطلبني التفكير معه ومساعدته في أخذ القرار المناسب رغم معرفته كم أهرب من قرارات مصيرية كتلك المتعلقة بالانفصال والزواج.
لا يزال ينظر إلي صامتًا إلا من همهمات وزفير يزيد من حيرتي وصمتي قبل أن يستنتطقي : مارأيك ساعديني أرجوك..!!!
قلتُ: أحضر ورقتين وأكتب في الأولى قرار بقائك معها وما مميزاته وعيوبه وفي الورقة الثانية قرار انفصالك عنها وأيضًا مميزاته وعيوبه، قارن بين القرارين ، اجعل الأفكار واضحة أمامك ، فحياتك نتاج أفكارك، كن محايدًا وصادقًا ، أنتَ الوحيد القادر على الإجابة ، لاأنا ولا غيري نعرفك وزوجك حقّ المعرفة، كن عادلًا مع نفسك قبلهم، افهمها وشاورها خير مشورة وبعد اتخاذ القرار، توكل على الله وصل الاستخارة لعلّ الله يرشدك لما فيه خير.
رمقني بنظرة خفتُ منها على قلبي وقال: كنتُ أحمقًا وغبيًا والدتي أعلم الناس بي ومع ذلك ... قاطعته: لكنني لم أتغير و دفنت كل المسافات بيني وبين الآخر، هل عليّ تذكيرك في كل مرة أنني أنثى خاوية لاحياة فيها.. فقط الموت؟




مخرج:
عجبتُ من "قلب" يصرّ على 
إيتان الحب بالوجع والهجر !







.

0 comments: